المقالات

كيف نمحو عار ثقافة التكفير؟!

1932 2019-03-04

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

" إذا خرج طاغية عن تعاليم الدين قالوا عنه إنه مجتهد، ومن أخطأ في اجتهاده فله حسنة..أما إذا جاء الفقير برأي جديد قالوا عنه: إنه زنديق..وأمروا بصلبه على جذوع النخل" علي الوردي

ليس المشكل الأمني وحده ما يواجهنا بضراوة، بل أن مشكلة الهوية، أو لنقل محاولات إقسار الأمة على تبني هوية غير هويتها، تشكل أيضا ميدان مواجهة، يتسع في ساحات المشكل الأمني..

الإنعزال والتكفير، أنتج بيئة خصبة لإستيراد مشكلات جديدة، مساحتها التداخل المفاهيمي اللا منضبط، بين العلمانية والإسلام، إذ لم تكن قضية العلمانية والإسلام، مشكلة مثارة في سابق الأيام، ولكنها اليوم تطرق الأسماع، وأبواب الفكر والثقافة والإعلام بقوة، وتطرح نفسها كإشكالية، على طاولات نقاش جماعات الرأي، وطرحت بقوة حين سعى العلمانيون الى فصل الروح عن الجسد، ونزع الهوية عن الشخصية، لمنح الأخيرة هوية جديدة بأطر ومحددات، وفقا لمعايير يريدونها هم.

إذا فهمنا حقيقة أن الإسلام دين للذين يؤمنون به، وأنه يمكن أن يكون ثقافة لغيرهم، وأن العلمانية منهج لإدارة مجتمعاتها، وإسهام في الحضارة العالمية، تصلح في مكان ولا تصلح في غيره، نستطيع أن نفكر بتعايش طبيعي، بين  الإسلام وباقي المفاهيم، ونستطيع أن نقدم للعالم صورة عن ثقافتنا، تمحي العار الذي لحقنا، بسبب ثقافة التشدد والتكفير ورفض الآخر، تلك الثقافة المفعمة بالجهل والتجهيل.

على الصعيد العالمي؛ نستطيع أن ننتج ثقافة تعايشية بناءة، بصيغة مثلى لتجاوز الخلاف والتخلف.

على الصعيد العربي؛  نستطيع أن ننتج بلا تعسف فكري، حقيقة دائمة مؤداها؛ أن العروبة ستكون بدون الإسلام مفكَّكة الذات، مبعثَرة الصفات، صغيرة الإطار، وأنها بالإسلام ستستوعب آفاق الثقافة، وتصبح مؤهلة لأن تكون طرفا فاعلا، في بناء الحضارة الإنسانية.

بهذا الفهم أيضا سنتخلص من عقم المواجهة الأفتراضية، بين ما هو علماني وما هو إسلامي، وما هو قومي وما هو إسلامي.

إن مناسبات مهمة كإحتفاء الإنسانية، بذكرى سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، ومشاركة مئآت من المثقفين، وصناع الرأي والحكماء والفلاسفة، من الذين يعتنقون أديانا أخرى غير الإسلام، بل ومشاركة الكهنة والقساوسة المسيحيين، مشاركة إيجابية فعالة، تلغي كل إفتراض للمواجهة بين ما هو مسلم وما هو ليس مسلم، وتفضح زيف متبني  فكر الإنعزال والتكفير..

إن مفهوما عمليا لإنسانية الإسلام، مازال يتفاعل بقوة على يد الحسين عليه السلام، برغم إستشهاده منذ قرابة أربعة عشر قرنا، لأنه أسس لمشروع جادٍّ يصب ليس في ثقافة المسلمين، بل للإنسانية كلها، مشروع مرن منتج حضاريا، يتسع لكل البشر، فيتشربونه تفكيراً وتعليلاً.

كلام قبل السلام: يمكنك أن تهز كل ما في العالم فقط بأسلوب لطيف ـ غاندي.

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك