المقالات

الديمقراطية؛ حفلة مساويء وحسنات..!

1630 2019-03-03

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

أكثر من 120 دولة في العالم؛ تعد نفسها أو تدعي، بأنها ديمقراطية وتتباهى بها، كما أن معظم دساتير الدول تتضمن فقرات واضحة، تؤكد على ان هوية الدولة ونظام الحكم فيها ديمقراطي، وتشير بوضوح الى التداول السلمي للسلطة، وهناك مئات الآلاف من الكتب والمؤلفات؛ تثقف بالشأن الديمقراطي، الذي غدا كما هو ظاهر، سمة العصر المأزوم الذي نحياه.

الديمقراطية ليست سمنا على عسل دوما؛ كما هو مُنِظَرٌ لها ومسطر بالكتب، إذ أنها تواجه بعد التطبيق إنتقادات واسعة، فثمة من يقول  أنها تعمق لفوارق الاجتماعية، وآخرين يرون أن في أجوائها  ينتعش الفساد؛ نتيجة لسيطرة جماعات إنتفاعية على الحكم بآلياتها، وهم مضطرون لأن يحمي بعضهم بعضا، ويدافع بعضهم عن بعض، فيغدو الفساد قويا محميا.

هناك آراء معززة بحقائق ميدانية، وبأرقام إحصائية؛ توصلت الى أن أنظمة الحكم المتولدة بآليات الديمقراطية، لا يسعها تنفيذ مشاريع إقتصادية وعمرانية عملاقة، لقصر مدة الحكومات التي تعمل على منجزات منظورة، تكون رصيدا لها في الأنتخابات اللاحقة، أي منجزات قصيرة المدى.

من بين الآراء المدعمة بحقائق ومعطيات ملموسة؛ أنه في ظلال الديمقراطية تنمو طبقة الأثرياء، التي تتحكم بسير الحملات الانتخابية النيابية التي يقودها الاغنياء، وبالتالي يتحكمون بالسلطة، فضلا عن تفشي البيروقراطية ومظاهراها السيئة، فضلا عن أن الديمقراطية لها أعدائها التقليديين، وهم أولئك الذين لم يعتادوا أن يشاركهم أحد في ماعونهم..!

بالمقابل فإن الأنظمة الديمقراطية؛ تؤدي الى تطور المؤسسات الشعبية، ونمو العمل الحزبي، وطلب الاستفتاءات، وممارسة الانتخابات وحق الاقتراع والترشح، وإنتاج معارضة رسمية فاعلة. كما تنمو ايضا نموا مضطردا؛ سلطة المعارضة “الغير رسمية”، المتمثلة بالسلطة الرابعة؛ أي سلطة الإعلام الحر ووسائله المتنوعة.

في هذه الموازنة الدقيقة بين ما هو مفيد، وما هو مضر، ونحن نقف على أعتاب "حفلة" إنتخابات جديدة، لمجالس المحافظات ولمجلس النواب؛ يحق لنا أن نتسائل هل نحن ديموقراطيون؟ وهل أن الديمقراطية ضرورة أم كيفية؟!

الديمقراطية لا يمكن أن تبنى بدون أن تحمى، فلسنا في المدينة الفاضلة، حيث يعرف كل مواطن ما له وما عليه، وحيث تترك فيه البيوت مفتوحة ليل نهار.

كلام قبل السلام: لو كانت الحرية منذ البداية تشكل العنصر المركزي في تربيتنا، ما بكى بعضنا على الإســتـبـداد!

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك