المقالات

الانعطافة التاريخية للتشيع.....قراءة تحليلية

1902 2019-03-02

حيدر السراي

 

من الظلم ان نفسر ما حدث منذ قيام الثورة الاسلامية وحتى زلزال فتوى الجهاد الكفائي وما بينهما بأنه حدث مرحلي لا ينطوي على اي مقدمات تاريخية ، ذلك ان هذه النظرة لا تأخذ بعين الاعتبار التاريخ الشيعي وما عصف بالتشيع من محن والام.

كان الخروج الشيعي الاخير الذي عرفه التاريخ قبل الثورة الاسلامية هو خروج الامام الحسين عليه السلام ، باعتباره القيادة العليا للتشيع انذاك ، واما ما تلا ذلك التاريخ من ثورات وقيام دول شيعية فقد كانت في الغالب زيدية او اسماعيلية ولم تكن اثنا عشرية ، ومن المثير ان نعرف بأن الاثنا عشرية كانوا يمثلون الاقلية من بين كل الفرق الشيعية انذاك في الوقت الذي كان غالبية الشيعة فيه من الزيدية وتليهم الاسماعيلية 
ومن هنا وبعيدا عن التأويلات الغيبية للموضوع يبدوا من الوضوح بأن غيبة الامام الثاني عشر فرضتها ظروف الضعف الشيعي الاثنا عشري انذاك ، ولم يكن الشيعة قادرين على اكثر من الدفاع الفكري عن عقيدتهم وبلغت التقية ذروتها في زمن الامام ابي محمد العسكري عليه السلام ، فاذا كان امام الشيعة لا يستطيع الدفاع عن نفسه ، فلكم ان تتصوروا مقدار الضعف الذي مرت به الطائفة المرحومة انذاك
ومن هذا المنطلق نؤسس لحقيقة مهمة جدا وهي ان الشيعة الاثنا عشربة وعلى مدار تاريخهم ، لم يخوضوا كفاحا مسلحا الا للدفاع عن انفسهم عندما تتعرض مدنهم واوطانهم للخطر مع ان تلك الدفاعات كانت بالنيابة عن الدولة التي تتبنى المذاهب الاخرى وليس المذهب الشيعي وبالمحصلة فإن هذا الدفاع كان عن الحكومات السنية القائمة على مدار التاريخ 
تلك الستراتيجية الدفاعية التي استخدمها الشيعة ، والصراع الفكري الذي خاضوه كان ضروريا للحفاظ على المورد البشري الضئيل للتشيع الذي هو ذخيرة اهل البيت عليهم السلام فإن احد اهم عوامل تحقيق النصر في أي كفاح مسلح هو توفر الموارد البشرية ، وبينما استنزفت الزيدية والاسماعيلية مواردها البشرية بقيامها المبكر تحولت تلك المذاهب الى اقليات صغيرة في بلدانها بينما اتسع التشيع الاثنا عشري واصبح الغالبية في بلدان كالعراق وايران والبحرين واقليات كبيرة في بقية البلدان ، وهذا هو الفرق بين القيادة الشيعية المتمثلة بالفقهاء وبين قيادات بقية الفرق والطوائف ، ويمكن القول بأنه بعد الف سنة من قرار عدم خوض الكفاح المسلح ظهر الشيعة اليوم على المستوى الاقليمي كأكبر قوة تمتلك الموارد البشرية لخوض اي صراح مسلح.

 

بناءا على ما تقدم يمكن القول ان قيام الثورة الاسلامية في ايران وعودة المرجعية العليا في النجف الاشرف الى موقع القيادة الشرعية للشعب العراقي وصدور فتوى الجهاد الكفائي وتأسيس الحشد الشعبي والانتصار الكبير على داعش وخروج الشيعة للقتال في سوريا ولبنان والبحرين واليمن كلها تمثل ثمرة الانتظار والصبر الستراتيجي الذي اتخذ منذ عهد الامام السجاد عليه السلام وحتى قيام الثورة الاسلامية المباركة ، ولولا هذه الستراتيجية لتم القاء الشيعة في مغامرات تاريخية مهلكة تنهي وجودهم وتحولهم الى اقليات منكفئة على نفسها كما هو الحال مع الاسماعيلية والزيدية
وان القيام الشيعي المبارك يعني بأن القيادة الفقهية وصلت الى قناعة تامة بأن الشيعة اليوم يمتلكون كل مقومات الانتصار ، وان مرحلة الانكفاء قد انتهت بعد ان انتفت مبررات وجودها
اخيرا ، نبشر جميع المؤمنين بأن الانعطافة التاريخية للتشيع وتحوله من موقع الصراع الفكري الى السياسي والعسكري سيكون سببا ايضا للظهور المرتقب لصاحب العصر والزمان ارواحنا لتراب مقدمه الفدا ، بعد ان كان الضعف الشيعي سببا لغيبته... ولله امر هو بالغه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك