المقالات

اليسار العراقي؛ صلاة بلا وضوء..!

1827 2019-02-27

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

ثمة حكاية سمعتها منذ أمد طويل، تقول أنه كان في إحدى القرى رجل لا يصلي، وبسبب ذلك فإنه، لم يكن مرحبا به في مجتمع رجال القرية، التي كانت الصلاة ومسجدها محور إهتمامهم.

 أحد صلحاء القرية؛ أعتقد بأن هذا الرجل الذي لا يصلي؛ يتوفر على بذرة خير، فقد وجده يوما يزيح الأحجار عن الطريق، وعندما ساله عن سبب قيامه بذلك، أجابه الشخص الذي لا يصلي: حتى لا يعثر بها الصبيان فيجرحوا.

استثمر "الشخص الصالح" هذا الموقف، وحدث صاحبنا عن الصلاة وفوائدها، لكن ذلك لم يلق رواجا لدى الذي لا يصلي، فما كان من "الصالح"؛ إلا أن وعده بمكافأة مالية، إن هو ذهب معه الى المسجد وصلى، فوافق "صاحبنا" وتواعدا يوم الجمعة!

"صاحبنا" الذي لا يصلي ذهب الى المسجد يوم الجمعة، ووقف الى جانب من وعده بالمكافأة المالية، وتوقع أن يدس بيده المكافأة قبل الصلاة، لكنه لم يفعل..إنتظر الرجل الى أن بدأ الخطيب بخطبة الجمعة، ولكن "الصالح" لم يمد يده الى جيبه، فقال الذي لا يصلي في نفسه؛ ربما سيعطيني المكافأة بعد الصلاة..

إنتهت الصلاة وأنفض الرجال خارجين من المسجد، خرج صاحبنا معهم أيضا لاحقا بالصالح، مطالبا إياه بالمكافأة! لكن الصالح ردعليه؛ بأن الجائزة في الحقيقة هي نعم الثواب في الآخرة..!

 غضب الذي لا يصلي؛ من (التكتيك) الذي استخدمه الصالح معه، فما كان منه إلا أن قال له ببساطة: كنت أتوقع منك مثل هذا الغدر، ولهذا صليت معكم بدون وضوء.!

اليسار العراقي وأدعياء المدنية، يتحدثون عن الديمقراطية كثيرا، لكنهم لا يقبلون بنتائجها وبمخرجاتها، هم معنا في العملية السياسية منذ 2003، تبوأوا مقاعد في البرلمان، وشغلوا مراكز حكومية ورئاسية أيضا، وتجدهم في كل مفصل من مفاصل الدولة، لكنهم دائبي الشكوى منها..

تعرض الوطن لأخطار جمة، فنأوا بأنفسهم عنها بحذاقة، كانت جثث الشيعة تملأ الشوارع، والحسينيات والمساجد والمواكب، والمشاة الزائرين يتعرضون الى القتل كل دقيقة، في تلك الأوقات لاذ اليسار والمدنيين، بالخمارات والمواخير ومجالس السهر، إذ لم تكن تلك الأماكن هدفا للإرهاب التكفيري!

احتل داعش التكفيري، ومعه الحلف البعثي العربي ثلث أرض العراق، لكن اليسار العراقي ومعه أدعياء المدنية، كانوا يردحون شامتين في ساحة التحرير، ينددون بالقوى الإسلامية وبقيادتها للعملية السياسية، وكان وما يزال جل همهم إزاحة القوى الإسلامية بأي ثمن، وكانوا في كل ذلك؛ يتلقون دعما خارجيا مكشوفا، إن بالأموال أو بالدعم الإعلامي والتغطية السياسية، وكانوا لا يخجلون من ذلك، بل تراهم يفخرون به ويعلنونه.

في تلك الأثناء كانت القوى الإسلامية تزج بخيرة شبابها في معارك التحرير، وتحررت أجزاءا واسعة من  دنس الدواعش، بدماء متطوعي القوى الإسلامية المجاهدة، لكن اليسار العراقي ومعه المدنيين، ما زالوا يردحون ضد الإسلام في ساحة التحرير، لم يرفعوا بندقية واحدة من أجل العراق، لم يريقوا قطرة دم واحدة من أجل شرف العراق.

 لقد كانوا بالحقيقة طابورا خامسا لداعش، وشركاء علنيين بتدمير قيمنا وثوابتنا؛ بلا خجل أو مواربة، وآخرها إحتجاجاتهم المخجلة، على قرار يتعلق ببيع وإستيراد وتصنيع الخمور، والذي أتخذه البرلمان وفقا لمباديء الديمقراطية التي ينادون بها.

كلام قبل السلام: لقد شارك اليسار العراقي والمدنييون في العملية السياسية. ولكن بلا وضوء!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك