المقالات

عندما تبتلع السلطة الدولة..!

2276 2019-02-25

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

يبدو أن التفكير السياسي في العراق، يفتقر الى المفاهيمية، بمعنى أنه تفكير عواهني، غالبا ما يكون وليد لحظته، لا يتحرك بمساحة الفكر، بقدر ما يبقى في مربع التفكير اللا منتج.

التفكير اللامنتج؛ يجعلنا غير قادرين؛ على توصيف ما أنجزناه منذ 2003 توصيفا صحيحا، وحتى إذا توصلنا الى مقاربة أولية، فإن هذه المقاربة لا تحظى بحد أدنى من الإجماع، لذلك فإن بعضنا يقول؛ أننا كنا نقوم بعملية إصلاح ما خربه النظام السابق ودولته، فيما بعضنا الآخر يقول؛ أننا نؤسس لدولة جديدة..

يبدو أن فرق التوصيف هذا هو أساس إختلافاتنا؛ التي تحولت بفعل تمسك كل طرف بإطروحته الى خلافات، فالذين يفكرون بأصلاح ما تم تخريبه، يعني أنهم يفكرون بإصلاح النظام السابق، مع التسليم بحسنات له؛ ليس ثمة من داع لتغييرها.

 بل يذهب بعضهم الى أن النظام السابق ليس سوءا كله، وبالنتيجة أنه ليس شرا مطلقا!

الذين يقولون بأننا نغير دولة، ونؤسس لدولة أخرى، يعنون أن الحقبة الصدامية ليست نظاما، وإنها لو كانت نظاما، لما سعينا لتأسيس دولة جديدة بمقومات مختلفة؛ عن تلك التي قام عليها النظام السابق، لأن العقل يسعى الى ترتيب الأوضاع بـ (نظام)، ولو كان الحكم الصدامي (نظاما)؛ لأنتفت الحاجة لتغييره أو تأسيس بديل عنه.

لكن الحقيقة لا هذا ولا ذاك..!

فالحقيقة؛ أننا ما زلنا نعمل في مساحة السلطة، لأن الدولة ليست السلطة، فالدولة كيان ذو طابع ثابت نسبيا، مكون من المؤسسات والهيئات والأجهزة، سواء أكان ضعيفا أو قويا، قائما على الديمقراطية أم تحكمه طغمة أو ديكتاتور..

أما السلطة فهي (أجهزة) الدولة؛ التي تضم الحكومة ومؤسسات وأجهزة أخرى كثيرة، منها المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية؛ والإدارية البيروقراطية وغيرها.

لكن الحقيقة الأمر من الحقيقة السابقة، هي أن مفهوم الدولة قد تم إبتلاعه  بعد 2003 من قبل السلطة، ولم يعد المواطن يفرق بين السلطة والدولة، مع أن السلطة قوام هلامي دائم التغيير، فيما الدولة كيان دائم!

كلام قبل السلام: إننا إذا أردنا أن نبني دولة مؤسسات قوية؛ ذات طابع يتسم بالثبات، علينا أن نخرجها من حلق السبع الذي هو السلطة، وأن نعمل على أن تتحول السلطة، الى أداة زمنية مؤقتة بيد الدولة..عند ذاك سنكون على الطريق الصحيح..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك