المقالات

ساسة ولكن نكرات..!

2026 2019-02-23

قاسم العجرش qasim-200@yahoo.com

 

منذ أن تشكلت الدولة العراقية الحديثة، قبل حوالي قرن من الآن؛ وثمة ظاهرة تشكل العنوان الأبرز في الحياة السياسية العراقية، تتمثل هذه الظاهرة في إنفصال الساسة عن الشعب .      

هذه ليست ظاهرة تخص العراق والعراقيين فقط، بل هي ظاهرة عالمية يكثر لحاظها في بلدان العالم الثالث، وبالخصوص في الأنظمة القومية والراديكالية؛ حيث تسود قيم البيروقراطية والتعالي؛ في تعاملات القيادات العليا مع سائر الأفراد والجماعات.

منطق الأشياء يفترض أن ينحسر وجود هذه الظاهرة، في الأ نظمة التي تنتهج الديمقراطية أسلوبا في بناء الدولة، لأن القيادات السياسية مضطرة لكسب ود الجماهير؛ أفرادا وجماعت ومنظمات، لنيل قبولها لإشغال المراكز التمثيلية والإدارية في الدولة..

 هنا في العراق الأمر مختلف جدا، ويناقض  منطق الصيرورة والإمكان مخالفة صارخة، فالساسة وشاغلي المستويات العليا من الإدارة وقادة العسكر، لا يعرفون إلا أنفسهم أو بعضهم بعض، بل تعجى الأمر الى أنهم أنهم باتوا منفصلست عن مجتمعاتهم، زد على ذلك أن كثير منهم، لا صلات لهم حتى مع أسرهم وأقاربهم!

لقد أحاط أعضاء هذه الطغمة المهترئة داخليا أنفسهم، بأسيجة من الكاريزمات الخادعة والأبهة الفارغة، الحقيقة أن لذلك أسباب عدة لا يمكن ان تفوت على الحصيف،فهم لا يريجون أن يقتربوا من أحد، أو أن يقترب أحد منهم، حتى لا يطلع على وضعين يسيران عندهم بشكل متواز!

الأول لأنهم يعانون من خواء داخلي مريع، يرافقه ضعف مركب في التواصل الإجتماعي، أدى الى غنفصال مجتمعي..تتصل بأحدهم هاتفيا فلا مجيب، تقرع الأبواب فلا تجد من يفتحها، تتواصل معهم في أماكن تواجدهم؛ فيصدون عنك..

الثاني لأنهم لصوص فاسدين، لا يريدون أن يطلع أحد على حجم فسادهم، ولا على الكم الهائل من ما سرقوه! لقد مسحت هذه الطغمة التي أعتلت ظهورنا في غفلة عنا،  من ذاكرتها مسالك الوطن كلها، وأثبتوا طريقين فقط في هذه الذاكرة الموبوءة بالعنجهية والغرور؛الطريق الى المنطقة الخضراء وطريق المطار الدولي! أما الطرق الى باقي مفازات الوطن، أما الطرق الى حيث الذين وضعوهم في كراسيهم الوثيرة، أما الطرق الى أبناء جلدتهم وأبناء مدنهم، وعشائرهم وأسرهم وعوائلهم، أما الطرق الى مظالم المظلومين، وقهر المقهورين، وبيوت الجياع وأكواخ الأرامل والأيتام، فقد فقدوا البوصلة اليها..

لا أستثني منهم إلا النزر القليل، الذي بات كحبات اللؤلؤ في الصحراء..كلهم تقريبا هكذا!..ولم يكونوا مجبرين على فقدان الإتجاه، بل هم الذين قوقعوا أنفسهم، في ما هم فيه من عزلة بمحظ إرادتهم..وكلما يمر يوم من حياة شعبنا يزدادون إنعزالا؛ عن هذا الشعب المبتلى بهم!..

كلام قبل السلام: كل يوم يمر يبني هؤلاء النكرات حواجز جديدة، لتصبح عزلتهم عملية تراكمية، سيكون من العسير التخلص منها، فلقد أصبحت العنوان الأبرز لعملهم السياسي..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك