المقالات

ساسة ولكن نكرات..!

2112 2019-02-23

قاسم العجرش qasim-200@yahoo.com

 

منذ أن تشكلت الدولة العراقية الحديثة، قبل حوالي قرن من الآن؛ وثمة ظاهرة تشكل العنوان الأبرز في الحياة السياسية العراقية، تتمثل هذه الظاهرة في إنفصال الساسة عن الشعب .      

هذه ليست ظاهرة تخص العراق والعراقيين فقط، بل هي ظاهرة عالمية يكثر لحاظها في بلدان العالم الثالث، وبالخصوص في الأنظمة القومية والراديكالية؛ حيث تسود قيم البيروقراطية والتعالي؛ في تعاملات القيادات العليا مع سائر الأفراد والجماعات.

منطق الأشياء يفترض أن ينحسر وجود هذه الظاهرة، في الأ نظمة التي تنتهج الديمقراطية أسلوبا في بناء الدولة، لأن القيادات السياسية مضطرة لكسب ود الجماهير؛ أفرادا وجماعت ومنظمات، لنيل قبولها لإشغال المراكز التمثيلية والإدارية في الدولة..

 هنا في العراق الأمر مختلف جدا، ويناقض  منطق الصيرورة والإمكان مخالفة صارخة، فالساسة وشاغلي المستويات العليا من الإدارة وقادة العسكر، لا يعرفون إلا أنفسهم أو بعضهم بعض، بل تعجى الأمر الى أنهم أنهم باتوا منفصلست عن مجتمعاتهم، زد على ذلك أن كثير منهم، لا صلات لهم حتى مع أسرهم وأقاربهم!

لقد أحاط أعضاء هذه الطغمة المهترئة داخليا أنفسهم، بأسيجة من الكاريزمات الخادعة والأبهة الفارغة، الحقيقة أن لذلك أسباب عدة لا يمكن ان تفوت على الحصيف،فهم لا يريجون أن يقتربوا من أحد، أو أن يقترب أحد منهم، حتى لا يطلع على وضعين يسيران عندهم بشكل متواز!

الأول لأنهم يعانون من خواء داخلي مريع، يرافقه ضعف مركب في التواصل الإجتماعي، أدى الى غنفصال مجتمعي..تتصل بأحدهم هاتفيا فلا مجيب، تقرع الأبواب فلا تجد من يفتحها، تتواصل معهم في أماكن تواجدهم؛ فيصدون عنك..

الثاني لأنهم لصوص فاسدين، لا يريدون أن يطلع أحد على حجم فسادهم، ولا على الكم الهائل من ما سرقوه! لقد مسحت هذه الطغمة التي أعتلت ظهورنا في غفلة عنا،  من ذاكرتها مسالك الوطن كلها، وأثبتوا طريقين فقط في هذه الذاكرة الموبوءة بالعنجهية والغرور؛الطريق الى المنطقة الخضراء وطريق المطار الدولي! أما الطرق الى باقي مفازات الوطن، أما الطرق الى حيث الذين وضعوهم في كراسيهم الوثيرة، أما الطرق الى أبناء جلدتهم وأبناء مدنهم، وعشائرهم وأسرهم وعوائلهم، أما الطرق الى مظالم المظلومين، وقهر المقهورين، وبيوت الجياع وأكواخ الأرامل والأيتام، فقد فقدوا البوصلة اليها..

لا أستثني منهم إلا النزر القليل، الذي بات كحبات اللؤلؤ في الصحراء..كلهم تقريبا هكذا!..ولم يكونوا مجبرين على فقدان الإتجاه، بل هم الذين قوقعوا أنفسهم، في ما هم فيه من عزلة بمحظ إرادتهم..وكلما يمر يوم من حياة شعبنا يزدادون إنعزالا؛ عن هذا الشعب المبتلى بهم!..

كلام قبل السلام: كل يوم يمر يبني هؤلاء النكرات حواجز جديدة، لتصبح عزلتهم عملية تراكمية، سيكون من العسير التخلص منها، فلقد أصبحت العنوان الأبرز لعملهم السياسي..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك