المقالات

ارضية رخوة...!


شذا الموسوي


من الجيد ان نسمع من السيد رئيس الوزراء خطابا هادئا مطمئنا، يشيع بعض الاطمئنان في نفوس ابناء الشعب العراقي عند حديثه في مؤتمره الصحفي الاسبوعي حول تحرك منطقتنا نحو التسويات السياسية وحل الازمات والابتعاد عن الحروب،بعد ان عمل الاعلام المضاد طوال الاشهر الماضية على اشاعة الخوف واليأس والترقب لما تخبئه الايام والشهور القادمة من كوارث جديدة للعراقيين.
لقد عانى الشعب العراقي ما عاناه منذ تغيير النظام البائد، وما تلا ذلك من احتلال،و تصاعد القتل والعنف والتفجيرات على يد فلول النظام الصدامي ، والحرب الطائفية، ثم الصراع السياسي الحاد والمزمن، واستشراء الفساد، ثم توجت معاناته بسقوط ثلث اراضي الوطن بيد ثلة داعش الارهابي وما جرته من ماسي التهجير والسبي والتشريد والقتل والتخريب ، يرافق ذلك ترد واضح في الخدمات وتراجع في البنى التحتية ونوعية الحياة،بينما يشهد العراقيون انتعاش دول الجوار وتقدم وازدهار الاوضاع فيها رغم ان تلك الدول ليست افضل من العراق في شيء ولا هي اغنى او اكثر تحضرا او ثقافة منه.
لم يفلح قادة العراق الجديد في كسب ثقة ابناء الشعب العراقي ومحبتهم، فقد انشغل بعضهم بالتنافس على الثروة والنفوذ، اوخلق الازمات و تسقيط الخصوم، او عقد الصفقات وتكديس الاموال وتهريبها خارج البلاد، ليتنعم بها حين يغادر منصبه، بما يوحي للعراقيين ان هذا النظام مهزوز، وغير قادر على البقاء، لان قادته لا يستثمرون فيه، بل يعدون العدة للقفز من السفينة حال غرقها، والنجاة بانفسهم مع ما نجحوا في جمعه اثناء وجودهم في السلطة، وازدادت الفجوة بينهم وبين الشعب من خلال خطاب استعلائي منعزل، بعيد عن امال الشعب العراقي وتطلعاته، او دفعوا الى الواجهة بشخصيات بعضها كارتوني هزيل، من انصاف المثقفين او معدوميهم،لا يتمتعون باية قدرة على مخاطبة الجمهور، لتلميع صورتهم او الدفاع عن توجهاتهم، فزادوا الطين بلة، وصاروا حديث المجالس ومثار سخرية وسائل التواصل الاجتماعي.
لم يغفل الاعلام المضاد عن هذه الارضية الرخوة، الصالحة لنشر الاشاعة والترهيب والتخويف، فاستغلها ابشع استغلال لزعزعة الامن والاستقرار في عراقنا الحبيب، فدق طبول الحرب الناعمة، وعملت اجهزته بدون هوادة لزيادة وتعميق الاحباط والخذلان الجماعي،فصارتارة يهدد بعودة نظام البعث الدموي، مستشهدا بمؤتمر عقده بعثيون في احدى الولايات الامريكية، وتارة يستغل تصريحات الارعن ترامب ليوحي بان امريكا قادمة لتغيير النظام الحالي بنفس اسلوب تغيير النظام السابق، واخرى بتقارير عن عودة نشاط داعش وتسلل قياداته الهاربين من المعركة في سوريا الى العراق لتجديد الهجمات فيه، بينما وقفت اجهزة الدولة مع كل ما توفر لها من اموال وامكانيات ودعم، عاجزة ضعيفة، تتفرج على هذه المأساة، وتتلقى الضربات، دون ان تبادر بالهجوم المضاد، او على الاقل الرد او الدفاع.
من هنا تأتي اهمية ان يكون خطاب رئيس النظام هادئا ومتزنا، حكيما،صادقا،متفائلا بدون وهم ولا اسفاف، مدعوما بتحركات مدروسة غير متخبطة،نابعة من احتياجات الشعب ومشكلاته،لتعيد الثقة بالنظام السياسي وقيادته، وتزرع الامل بغد افضل ينتظر بزوغه كل عراقي محب لوطنه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك