( بقلم : سليم الرميثي )
من البديهيات ان الشعوب والدول الحرة اصبحت الان تفهم معنى الحرية والسلام بين الشعوب والدول في العالم وتفهم انه لايحق لاي كان التدخل في شؤون الاخرين مهما كانت الاسباب لانهم يعرفوا ايضا ان النتائج المترتبة على هذا التدخل او ذاك تكون عكسية دائما على بلدانهم وشعوبهم ولن يكون هناك رابح بل العكس سيكون الخاسر الاول والاخير هو تلك الدول التي تتدخل في شؤون الاخرين ومهما طال الزمن فان هذه النتائج ستنعكس عليهم وبشكل اسوأ مما يتوقعون على دولهم وشعوبهم ولهذه الاسباب نرى ان الدول المتقدمة تحسب الف حساب للقضايا التي تهمها.
ولكن العكس نراه الان بين الدول المتخلفة والتي يحكمها الطغاة وتحكمها القبائل فهذه الدول وخصوصا الدول العربية وكثير من الدول الاسلامية نرى ان همها الاول هو التدخل والتخريب بين بعضها البعض حتى وان اعلنوا انهم في تواد وصفاء فهم جميعا يضمروا لبعضهم البعض الحقد والكراهية ويعملوا ليل نهار على فشل واسقاط بعضهم البعض وهذا ماشاهدناه في مؤتمراتهم وكيف يشتم بعضهم البعض وكانهم في حضانة لاصلاح المتخلفين عقليا.
ومانراه الان في العراق من محاولات التخريب والدمار والقتل ماهو الا شكل من اشكال التدخل السافر لتدمير التجربة العراقية وهذه صورة واحدة من الصور الحية التي يمارسها هؤلاء الحكام اتجاه شعوبهم. فالحكام العرب لانهم طغاة ودمويون لايبالوا بالنتائج مهما كانت الاّ بقدر مايحافظ على كراسيهم وتحكمهم بمصير الشعوب.
ولذلك نراهم يسرحون ويمرحون وحولهم اقوى واعتى الحمايات ولايجرؤوا على لقاء شعوبهم وان نزلوا لللشارع فيجب ان تكون هناك فرق مدرعة تسبقهم لارهاب الناس. والعجيب اننا كثيرا مانسمع من الاعلام العربي وهم يتحدثون عن الحكومة العراقية و نسمع اسألتهم وتعليقاتهم حول وجود الحكومة في المنطقة الخضراء ويعتبرونه عار ولكنهم يتناسوا ان صح مايقولون ان هذا هو حل مؤقت وان العراق وشعبه يتعرض الى ابشع هجمة ارهابية على مر التاريخ وكذلك يتناسى الاعلام العربي ان الحكومات العربية تسكن في قصور دمويةٌ حمراء معزولة عن شعوبهم بحصون وجيوش يبذلوا عليها كل ميزانية دولهم وشعوبهم ومنذ عشرات السنين.
ورغم ان بلدنا كان طوال الفترات المنصرمة يهب خيراته وثرواته لكل من هب ودب ولكننا كعراقيين لم نسمع او نشاهد خيرا من الدول المجاورة وخصوصا الدول العربية بل لم يأتينا منهم خيرا قط. وما يعيشه شعبا الان هو شاهدا على مانقول وبالتالي فمن حق المواطن العراقي ان ينظر بريبة لكل مايخرج من الدول العربية اتجاهه. وهذه المواقف من قبل الدول العربية اتجاه بلدنا ليست جديدة وانما هي قديمة و الذي كشف الغطاء عنها هو التحول الذي حصل في العراق واصبحت كل الاوراق مكشوفة ولايستطيع احد اخفائها اوتجاوزها.
فمتى ينتهي تدخلكم السافر ياعرب في بلدنا ومتى تهتموا بشؤون شعوبكم التي اصبحت في وادِ سحيقِِ من التخلف والفقر؟ ولكن مهما فعلتم فانكم خائبون وسينهض العراق ويرتفع شأنه ويأخذ مكانه الصحيح بين الامم المتقدمة وسيزدهر ويعمه الامن والسلام وانتم ستبقون في اودية التأمر والتخلف حتى تنتهوا وياكل احدكم الاخر.
https://telegram.me/buratha