( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
بعد الحراك المكثف الذي قاده زعيم الائتلاف العراقي الموحد الذي كان أخره ترأسه للاجتماع الائتلافي قبل ثلاثة ايام صار بالامكان تفحص ما ستتمخض عن نتائج ذلك الحراك الوطني الصميمي الذي كانت الساحة العراقية عموماً بأمس الحاجة اليه بعد ان دخلت خلال الاشهر الستة الماضية ما يشبه حالة الصمت المفتوح على شتى الاحتمالات.
تمخضات الحراك السياسي الحالي أول ما تؤشر فإنها تؤشر على حالة الانفراج الامني الكبير الذي تعيشه بلادنا في شتى المناطق بالرغم من حالات الاختراق التي حصلت في بعض محافظاتنا الجنوبية، إلا ان حتى هذه الحالات افرزت هي الاخرى معطيات استراتيجية ابرزها انها اظهرت قوة الدولة في التصدي لمؤامرات وفتن خطيرة تستمد خطورتها بالدرجة الاساس من هويتها العقائدية المنحرفة بالاضافة الى ما تحظى به من دعم مادي ومعنوي ولوجستي خارجي اثبتت النتائج الاولية للتحقيقات أن قوى اقليمية كانت قد تورطت فيها.
بالرغم من اهمية الامن ومفاصله بمجمل العملية السياسية الا ان الافرازات الاخرى اظهرت العراق كواحد من اغنى دول المنطقة بعد الاعلان عن ميزانيته الانفجارية لهذا العام التي يرى المراقبون بانها مرشحة للقفز الى الضعف خلال العام القادم وهذا ما لم تشهده أي دولة من دول العالم وليس المنطقة فحسب.
الافراز الثالث.. انطلاق ماكنة الاعمار التي ظل العراقيون ينتظرونها بفارغ الصبر خلال السنوات الخمس الماضية ولعل اية متابعة بسيطة لما تشهده المحافظات عموماً ودون استثناء ستنبئ بوضع خدماتي مشاريعي هائل خلال الاشهر الستة القادمة.
الانجاز الرابع... تسارع وتيرة اقرار القوانين التشريعية بروح ديمقراطية تجاوزت دائرة الاحتقانات التي كانت تتحكم بالمشهد العراقي حتى لبضعة اشهر خلت، وهذا ما اظهرته اللقاءات العديدة لكتل كانت هي الاخرى محكومة الى نظام التنافر الحاد والمؤلم.
واذا كان ثمة استحقاق مهم وأهم في نفس الوقت هو ما تذهب اليه معظم المؤشرات من ان هنالك عودة شبه محسومة للوزراء المنسحبين من الحكومة لاخذ مواقعهم التي غادروها بناءً على تداخلات سياسية معقدة، الامر الذي يفسره المراقبون بإنه انجاز سياسي هو الاهم من بين كل ما تحقق في حال اعلان العودة الرسمية لهؤلاء وتلك هي ثمار الائتلاف ونتائج حرصه الوطني على مسيرتنا الجديدة وعهدها التليد.
https://telegram.me/buratha