بقلم المهندس والاعلامي : حازم خوير
وانا غارق في بحر همومي التي هي هموم كل ابناء محلتي ومدينتي والعراق الكبير اتكا منها مستريحا حينا واتنافر اخر من خلال قنوات الراديو الذي اشغله في اغلب الاوقات على البطارية ،وطبعا السبب معروف ما دمت في العراق !!
وبينما انا في ذلك الحال ينتابني شعور يثلج براكين قلبي المتفجرة بالاهات والالم حينما استمع الى وقائع انعقاد جلسة البرلمان العراقي وقد بثت من على اثير تلك القنوات العراقية الاصيلة ، ولكن حينما يحتدم الصراع بين الاعضاء من جهة وبين رئاسة المجلس من جهة اخرى اقف عند طريقين مكتوب عند اولهما :"هذه هي الديمقراطية "وعند الاخر كتب :"فوضى وانحلال وتباغض من قبل البعض " !!
وبينما انا في هذا الحال الذي يتكرر على مسامعي كثيرا يراودني الحياء من الواقع الذي يعيشه الكثير من ممثلي الشعب ما يدفعني للازدراء والتهكم والتنكيل احيانا بتلك الشخصيات التي لا تريد مصلحة العراق اولا، ومن مصلحتها ان تعم الفوضى كل العراق من خلال خلقها الفوضى تحت قبة البرلمان ثانيا ، فاترك استماعي للجلسات واعاود بعد حين لارى ماذا حل بسلطة العراق التشريعية الشرعية وهي تقاوم ممثلي بعض القوائم ونهوجها السلبية،حتى وصل بي الحال لاستماع وقائع جلسة البرلمان الاخيرة في 22/1/2008 وهو يصارع نفسه حتى استبدل العلم العراقي السابق باخر على ان يرفع في جميع العراق ابتداءا من هذا التاريخ وعلى سفاراته وقنصلياته وممثلياته الدولية .
والغريب في مجمل هذه الجلسة حينما تحرك الشعور البعثي لدى العضو( السامرائي) الذي ان استطاع تهييج مشاعر البعثيين والطائفيين والمرتزقة في البرلمان العراقي من جهة ومشاعر اقرانهم في الدول (العربية ) من جهة اخرى ، فانه لم يستطع ان يجعل افكاره المنحرفة النفاذ الى قلوب وعقول المخلصين البارين من اعضاء مجلس النواب العراقي الذين خط شهداء قوائمهم ومحبيهم واقاربهم تاريخ العراق باحرف من نور بمقاومتهم الطاغوت الاكبر والعفالقة الانجاس الذين عاثوا وافسدوا في البلاد ، والا ما معنى ان يطالب بموقف وقرار يوجب ان يصدره مجلس النواب العراقي يخصص فيه ملايين الدولارات وكميات كبيرة من الغذاء والوقود للشعب الفلسطيني؟! والذي دعاهم في بداية خطابه الفاشل الى (ترك بلدهم والتوجه الى بلد اخر ياويهم ويحترمهم بعدما تخلى العالم العربي عنهم بعد تصالحه مع اسرائيل ) ، في الوقت الذي نصب هذا العضو ومؤيدوه انفسهم مدافعا وحاميا لحقوق الشعب العراقي المظلوم !!
برئت الى الله منكم من اعضاء باتت في لسانكم وطي لسانكم ازدواجية الشعارات التي تنتهجونها وقد عجزتم عن توفير الغذاء الكافي لالاف العوائل في العراق مكتفين بولائكم لاسيادكم البعثيين القابعين في جحورهم العفنة في البلدان العربية ، وولائكم للمخططات الاجرامية التي تريد بالعراق خرابا وبؤسا وشقاءا . كان حري بهذا النائب ان يدعو الى ان يفي مجلس النواب العراق بالتزاماته الدستورية في مجال حقوق الانسان والضمان الاجتماعي وتوفير مفردات الحصة التموينية التي غابت عن الناس لعام كامل وتحسين الاداء الحكومي في بعض الوزارات، كذلك تدوير اقيام ما يتبقى من الموازنات المالية السنوية على ابناء هذا الشعب الذي ليس له حول ولا قوة ويقف دور المتفرج المذهول الذي (كسر منجله وسرقت بقرته الحلوب ) ان صح التعبير .
وما يزيد الطين بلة تاييد رئيس مجلس النواب (محمود المشهداني ) لهذه الترهات وقد اخذ على عاتقه نصرة المظلومين في كل العالم حتى في( اسرائيل) نفسها حسب وصفه ! وهذا الاعلان الساذج لا يعدو كونه سوى تغيير للهويات الاسلامية والعربية والعراقية ، فامسوا يهودا يحكمون في العراق .
كان حريا بهؤلاء ان يعطوا تفسيرا واحدا لانقاص مفردات الحصة التموينية وخصم ثلث اوزانها ، وسط الركود الاقتصادي المخيف وسياسة اغراق السوق بالبضائع الاجنبية وتهميش القطاع الخاص واستشراء الفساد الاداري وتعطيل اقرار الكثير من القرارات التي يمكن ان يستفيد منها الشعب بدل احتواء لائحة تلك القرارات على الشكلية منها فقط .
وهنا لابد من القول ان مواقف الشعب الفلسطيني بالتحديد في العراق ابان حكم النظام السابق كانت في اعمها الاغلب سلبية ، واذا كان العضوان ( السامرائي والمشهداني ) يانسان باقامتهم خارج العراق ايام حكم النظام البائد ولا يابهون لما يجري في البلد ،فباستطاعة هذا الشعب ان يقول كلمة الفصل والتي كما يقال تضع النقاط على الحروف .فالفلسطينيون كانوا مرتزقة يقتاتون على فضلات النظام السابق وهتكوا في كثير من المجالات المقاييس الاخلاقية وادخلوا مفاسدهم الى العراق حتى زرعت في كثير من مناطقنا الشريفة العفيفة ، وهذا كله بدعم وتوجيه من قائد البعثيين الفاجرين صدام المقبور وجلاوزته واعوانه .
ففي الوقت الذي كان ابناء هذا الشعب يرزحون تحت الظلم والجوع والقتل والتشريد كان اؤلئك منعمين وتدفع لهم الرواتب الشهرية من ثروة الشعب العراقي المسلوبة والمسروقة ،وتبنى وتهدى لهم الشقق السكنية وكافة حقوق المواطنة التي افتقدها ابناء الوطن حينها ،وسط مباركة رؤساء الدول العربية وشعوبها النائمة .
وهنا اوجه دعوتي لكل المخلصين من ابناء الشعب العراقي الابي من اعضاء برلمانيين وحقوقيين ومثقفين وادباء وحوزات علمية ومرجعيات دينية الى ان يحذروا مما يحاول هذان العضوان تسويقه من بضاعة فاسدة يريدون بها وجه الشيطان (البعث الكافر ) ، كما ادعو الشعب العراقي الى ان لا تنطلي عليه هذه المواقف والشعارات الكاذبة الجوفاء، و ان لا يتنازلوا عن حقوق مواطنتهم بكامل ما جاء به الدستور العراقي الذي صوتوا عليه ، والى قول كلمتهم من خلال ممثليهم الشرعيين وهم يجاهدون هذه الافكار الهدامة للانسان العراقي ولتضحياته ولصروح الحق والحقيقة التي ال الشعب العراقي على نفسه الا ان يحميها حتى النهاية.
https://telegram.me/buratha