المقالات

السياسة الهوجاء، وسذاجة مدعيها


محمد الشذر

 

الناس ثلاث، فعالم ربان، ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع، اتباع كل ناعق، ويميلون مع كل ريح، هذا ما وصفه سيد البلغاء الامام علي بن ابي طالب "عليه السلام"، لمراتب الناس واصنافهم، ولكن لو طبق هذا التنصنيف، في جوانب المعترك السياسي العراقي، فلا تجد عالم ربان، بل متعلم مهذار.

فالسياسي العراقي، ومن يتمتع بمصدر القرار، بمختلف جوانبه، تراه لا يفقه شيئا، غير بلاهة الاعلام، وكيفية الظهور امام شاشات التلفزة او مواقع التواصل وغيرها، لايصال رأيه الى من اوصلوه، بعيدا عن سقف العمل الذي وكّل أليه، أما المتعلمون على سبيل النجاة، فهم لم يتعلموا الا لأجل ملئ بطونهم، وصناديق جمع الاموال لديهم، ورعاية مصالح من ينتمون اليه، دون الالتفات الى المهام الموكلة اليهم، وسقف العمل، وانجازه، من عداه!.

الصنف الاخير، ومن يقبع في دهاليز بقايا اسياده، وهم الهمج الرعاع، فهم مجرد ابواق اعلامية، دب دبيبها وتصفيقها، مع ارتفاع ضجيج التهويل السياسي، فأرادوا اكتساب الحصانة التي رسموها في تخيلاتهم، فراح كل منهم ينضوي تحت لواء، لا يغني ولا يشبع، وما احلام اليقظة التي رسموها، الا رماد في مهب رياح التجاذبات السياسية، والاتفاقات الحزبية، والتي تظهر فيما بعد، حين تراه ينتقل من لافتة لحزب معين، الى اخرى يعلق عليها شماعة آماله.

يرى علماء النفس، بأن الطفل الذي تواجه أمه حادثة مع افعى، وهي في الاشهر الاخيرة من ولادته، فأن الوليد يولد وفي بواطنه خوف من الحبل، او كل شيء يشير برمزيته الى الافعى، كثيرا ما أثار دهشتي هذا الامر، حين اشاهد من يقبع تحت مقصلة من هم في السلطة، والذي يصب جام اهتمامه من اجل الحصول على رضى اسياده، فكيف بمن يقبع أسير مخاوفه، ان يجازف بمد يده الى افعى تكهناته؟، والتي تسيطر على خطاه، وتعللها بالخوف، والقلق، وعدم الاطمئنان، حتى في ساعات نومه.

السياسي لدينا، لا يفقه من السياسة حتى الحرف الاول منها، وراح يعربد في قيادة مؤسساته، وجريانه نحو الهاوية لابد منه، ومتعلمينا هم يتنصلون عن اداء اعمالهم، من اجل الابتعاد عن كل ما يمسهم بضرر عاقبته مشينة لمصالحهم، واصحاب الغفوة لم يستيقضوا على بحر الظلم الذي يسير من تحتهم، لكثرة امنياتهم الوردية.

مهما تلبدت السماء بالغيوم، فلابد ان تنقشع سحب الظلام، بنور الحقيقة، ويثار الامل، وسط صمت اليأس.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك