المقالات

بضاعة غير مفيدة بتكلفة باهضة..!

1841 2019-02-16

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

الحديث عن لا أخلاقية غياب النائب عن جلسات المجلس، يتزامن مع أخبار عن عزم رئاسة مجلس النواب تفعيل قرار الاقتطاع من رواتب النواب المتغيبين عن حضور الجلسات النيابية عقابا للتغيبهم. وهذه ليست أول مرة، تطرح فيها مسألة غياب النواب، فقد سبق لرئيس مجلس النواب أن هدد باتخاذ إجراءات لردع المتغبيبن، مع أن هذا الإجراء من شأنه أن يعيد للمؤسسة التشريعية مصداقيتها من دون أن يفلح في مسعاه. ومع أن الاقتطاع من رواتب النواب المتغيبين يمثل شروعا فعليا في التطبيق الحرفي للنظام الداخلي لمجلس النواب.ويحمل إشارة قوية على دخول النظام إلى مجلس النواب نفسه٬ وعلى أنه لا توجد سلطة فوق القانون بما في ذلك السلطة التي تشرع القانون. لاسيما وأن ظاهرة الغياب وصلت في مجلس النواب حدا صارت فيه بعض مشاريع القوانين تمر بنسب مثيرة لعلامة الاستفهام.

إلا أن ظاهرة غياب النواب عن البرلمان ، هذه الظاهرة التي تعطي صورة سيئة عن عمل البرلمان، تبدو وكأنها إشكالية يستعصي حلها، فمن غير المقبول، أن يفتح المواطنون أجهزة تلفزيوناتهم،ويشاهدوا البرلمان أشبه بالفارغ، الأمر الذي ينعكس سلبا على سمعة المؤسسة التشريعية.وذلك بعد أن عادت مؤخرا، لتثير المزيد من الجدل السياسي، وتغري الكثير من الكتاب بالكتابة عنها في على أعمدة الصحف ، وتبدو وكأنها بحاجة الى  إيقاظ حس المواطنة تحت قبة البرلمان.

لإن أهمية الاقتطاع من رواتب البرلمانين المتغيبين، خاصة بالنسبة للميسورين منهم،  تبدو نكتة سخيفة بلحاظ أمرين، الأول أن من النواب من لا يأبه لأي إستقطاع من مدخوله الشهري فهم لا يعولون على هذا المدخول ، الذي يبدو قزما صغيرا إزاء ما يجنونه من موارد متعاظمة من نشاطاتهم في أوجه الفساد المتعددة التي أجادوها وأحترفوها، والثاني أن بعضهم يجد نفسه أكبر من المنصب النيابي الذي لا يعني له المنصب النيابي شيئا، وهو يستخف به ويستنكف بسبب ذلك عن حضور الجلسات، وهذا الأمر يبدوا واضحا للعيان في "كبار" الساسة، ..و لهؤلاء فإن عملية التشهير عن طريق نشر أسماء المتغيبين، تبقى هي الأجدى والأكثر فعالية وتأثيرا. لأن حالة فراغ المقاعد أثناء الجلسات النيابية صارت تطرح أسئلة أخلاقية وسياسية بخصوص مضمون التعاقد الذي حصل بين ممثلي الأمة والشعب.

المواطنون  لا يخفون قرفهم من انتهازية بعض النواب، الذين يبذلون كل ما في وسعهم، خلال الحملات الانتخابية، من أجل كسب الأصوات، والفوز بالحصانة، ثم يتوارون عن الظهور، بمجرد ضمان المقعد المريح، والأجر السمين في البرلمان.

و مما يثير حنق المواطن وشعوره بالخيبة، أن ثمة برلمانيين يحاولون التصدي للإجراء المتعلق بضبط الحضور٬ متذرعين بأن النظام الداخلي لمجلس النواب السابق وأيضا نصوص الدستور الجديد لم تتضمن أي إجراءات حول ظاهرة غياب البرلمانيين.

كلام قبل السلام: يبدو أن الديمقراطية عملية باهضة التكلفة دون نتائج مفيدة إذ تنتج بضاعة غير مفيدة..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك