المقالات

من لهؤلاء الضباط المساكين

1515 00:18:00 2008-01-23

( بقلم : حامد جعفر )

قادتني قدماي في يوم من هذه الايام التي انجلى فيها الحكم العفلقي وظهر مارد الامل من مصباحه ليعيد من جديد الحياة لقلوب كادت ان تموت ياسا وكمدا الى منزل احد الضباط العراقيين الشرفاء الذين لم يرض عنهم الحكم العفلقي, فاحالهم الى هيئة تسمى جمعية المحاربين ليكونوا كالمتقاعدين من جهة يستلمون راتبا اقل بكثير من راتبهم العسكري وفي الوقت نفسه لم يحالوا على التقاعد بل هم مجبرون على الحضور الى هذه الجمعية لان الحكم الظالم قد يحتاج الى خدماتهم وهم طبعا من الكفاءات , فربما يكون هنا او هناك حريق يشعله العفالقة, وما اكثر حرائقهم, ليكون هؤلاء وقودا لمثل هذه النيران.

ادهشني اني وجدت هذا العسكري العراقي الشجاع يعيش في فقر مدقع وقد غرق في الديون حتى اذنيه لينفق على عائلته , فله بنات قد تقدمن في مراحل الدراسة وبحاجة الى الاشتراك في وسائط نقل تقلهن الى جامعاتهن وثانوياتهن حفاظا عليهن في وضعنا الحالي , وهذا يحتاج الى انفاق كبير . والدروس الخصوصية اصبحت اليوم لابد منها لان التدريس اصبح ضعيفا ولكي تضمن مستقبل الابناء لابد من الدرس الخصوصي المكلف جدا , اذ اصبحت المدارس كالمستشفيات الحكومية والدروس الخصوصية كالمستشفيات الاهلية حيث افضل الاطباء والعلاج.. !! ولضيق الحياة وضنك العيش وكثرة الديون التي كادت تخنقه اضطر هذا الفارس النبيل الى ان يبيع حديقة داره ويكتفي بالقسم الصغير المبني ليحشر عائلته فيه ... ولكن ذلك لم يف بالغرض فاربع سنوات من انتظار راتب التقاعد واسرة كبيرة كاسرته مع الديون كفيلة بصرف اضعاف مبلغ البيع.

تفرست في وجه هذا الضابط الذي اتعبته الايام على ضوء شموع تكاد تنطفيء, اذ ليس لديهم نفط ولاكهرباء لان ذلك يكلف كثيرا . فلكي يحصل على خط كهرباء غير حكومي عليه ان يدفع ثلث مبلغ المساعدة التي تمنح له بشكل غير منتظم. شكت لي عيناه قبل لسانه وشفتيه ورايته حائرا يضرب اخماسا باسداس, خصوصا وان احد ابنائه قد تخرج ولم يجد عملا في اي مكان تقدم اليه .. رغم ان الامل يراوده بوعود مسؤولينا الكبار باحالته على التقاعد وقال لي مؤكدا ان رئيس الوزراء اعلن عن ذلك ولكن متى وقد بلغ السيل الزبى ياحكامنا الكرام .

ياحكامنا الكرام , نحن كنا ولم نزل معكم في حربكم على عصابات العفالقة القتلة وذيولهم من الوهابيين المسعورين , ونعذركم في تلكؤات كثيرة لضراوة هذه الحرب و ما خلفه العفالقة من خراب اقتصادي واجتماعي . ولكننا اليوم نمتلك ميزانية فاقت الخمسين مليارا, ومن العار في مثل هذه الحال ان يتضور الاشراف في مجتمعنا جوعا ومتربة ونحن ننام على اكداس كالجبال الشماء من المال نمنحه لمن لايستحق او نفطا نهبه لدول تذبحنا كل يوم.

انقذوا اهلكم .. احيلوا هذه الشريحة من الضباط على التقاعد ليأخذوا حقهم وينجدوا اسرهم بدلا من هذه المساعدات التي لاتسمن ولاتغني من جوع التي تصرفونها كل ثلاثة اشهر او يزيد وبشكل غير منتظم. العراقي يجب ان يرفع رأسه بعد ان اذله صدام ويكون عزيزا وينعم بما افاء الله عليه من ثروة كبيرة وحكم ديمقراطي ونحن نقول كما قال ابو القاسم الشابي ولابد لليل ان ينجلي .... ولابد للقيد ان ينكسر

حامد جعفرصوت الحرية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حامد جعفر
2008-01-24
الاخ الكريم ابو حسنين والاخوة الكرام المتعاطفين مع قضية هذا الضابط .. هذا ايميلي ان شئتم الاتصال بشان قضية هذا الاخ المسكين ha_jaafar@yahoo.co.uk بارك الله بكم وبجهود كل الخييرين اخوكم حامد جعفر
ابو حسنين النجفي
2008-01-24
الى الاخ حامد جعفر اننا لسنا من المحسنين لكنها صفة لمن اراده الله تعالى ان يكون سبب لاحسانه وهوالمحسن المتفضل على العباد اطلب منك مراسلتي لتقديم المساعدة قدر الامكان ولك التوفيق من الله العزيز الكريم ودعني اقرض الله قرضا حسنا ام يبخل علي اخي المؤمن الضابط من نيل هذا الشرف وما توفيقنا الا بالله الرؤوف الرحيم
بهاء حداد
2008-01-24
أضف صوتي الى ألأخ ابو حسنين النجفي - امريكا. أرجو من وكالة براث أعطاء أيميلي الى الأخ كاتب المقال لكي نكون نحن عراقييو الخارج نقوم بواجبنا المشرف تجاه أخوتنا في العراق الحبيب. أرجو من وكالة براثا ان تؤسس لدار المعونة الخيرية , لكي نتمكن نحن الموسورن من الداخل والخارج بالمسامة بالأعمال الخيرة والأنسانية والمعنوية والثقافية والى ما ذلك.
ابن الفرات السييلاوي
2008-01-23
الاخ حامد جعفر لك مني الف شكر وتقدير وهذا حال كل العراقيين والله العظيم اكثر من اخونا الضابط اللذي افنى عمره في الجيش تعال انا من الجيش السابق متزوج من امراتين وكل امراه لها مسكنها الخاص بها ورزقني الله اكثر من 14بنت واربعة اولاد اكبر الاولاد عمره 18 سنه وعجزت ان اجد له مكان في الجيش او الشرطه بائت جهودي بالفشل تصور انت حالي 9 بنات في الدراسه بين المعهد والاعداديه والمتوسطه والابتدائيه وطبعا انا لااشكو لاي احد لكني اشكو لله الواحد الاحد لكني اشكر اصدقائي الغيارى لقد وقفو معي ولكن الى متى
حامد جعفر
2008-01-23
الاخ الكريم ابو حسنين النجفي بارك الله فيك على هذه المشاعر الاخوية الصادقة تجاه احد ابناء شعبك مهما كانت طائفته فبهذه الروح سنهزم الارهاب بحول الله.. اخي هذه حالة من حالات عديدة مشابهة لهؤلاء الضباط الشجعان الاباة وهو باع حديقة داره لكي لايمد يده لغير الله واعتقد ان افضل مساعدة تقدم له ولمن في مثل حالته هي ان يحتسب له راتب التقاعد وان يتعين ولده الخريج دون ان يطالبه احد بدفع مبالغ كبيرة لقاء التعيين لانه لايجد قوت يومه فكيف يدفع هذه المبالغ.. جزاك الله وجزى المحسنين كل خير
ابو محمد البلداوي
2008-01-23
شكراً يااخي حامد جعفر على مقالك الرائع ولكن كنت غير موفقا بأختيارك العنوان فالانسان الذي بهذه الصفات الشريفة والنبيلة والشجاعة (كما عددتها في متن مقالك ) وهم كثر والحمد لله وليسوا بمساكين وقد وقدموا خدمات جليلة لبلدهم ولكن المسكين من ينكرحقوقهم وجعلهم بما رأيت وربما لازالوا ,عائشين بإبائهم شامغي الرؤوس .
ابو حسنين النجفي
2008-01-23
اخي العزيز حامد جعفر ان كتابتك عن هذه الحالة قد اوجعت قلبي ولكنها ليست لهؤلاء الظباط فقط وانما للعراقيين جميعا يجب مراعاتهم ويجب الانتباه لما قاله سيدي ومولاي السيستاني يجب الالتفات الى الى خدمات الشعب الاوليه والسهر على راحتهم لانهم اهل الاحقية المهم وقبل صرف راتب التقاعد ارجو منك مراسلتي على الايميل التالي لكي اساهم في بعض الشيء لسد حاجة اخي العراقي الضابط وعائلته اي كان مذهبه فهو اخي في الله العنوان تاخذه من موقع براثا ان تفضلت مشكورة بحب محمد واله الطاهرين سلام الله عليهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك