المقالات

الرعب الأعلامي..!

1902 2019-02-09

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

كناتج عرضي مثلما تنتج المصانع، أنتجت التحولات الوطنية الكبرى والأزمات السياسية والفتن والمشاكل الداخلية.. المحللين السياسيين، هؤلاء قد اقتحموا فجأة في حياتنا، مثلما إقتحمتنا القنوات الفضائية، ويبدو أنهما توأمان، فالقنوات الفضائية لم نكن نعرفها في زمن القحط ألصدامي، ولكنها بعد زواله اقتحمت حياتنا.

كذلك المحللين السياسيين لم نكن بحاجة إليهم في ذلك الزمن، لأن الأمور لم تكن بحاجة إلى تحليل، ثم من كان بمقدوره أن يقول للسبع أن حلقك نتن الرائحة؟! ولكنهم اليوم يقتحمون حياتنا بالتوافق والتآزر مع القنوات الفضائية، وكأن بينهما حلفا وآصرة توافقية؛ مثلما يقول علماء الكيمياء التحليلية!

نعود إلى المحللين الذين ظهر فيضهم، وسطعت نواصيهم في القنوات الفضائية، وانبروا لـ"فكفكة" الشأن العراقي، ومتعلقاته من الفتن والحوادث الإرهابية، وكأن أحدهم عليم خبير بكل شاردة وواردة.

لقد حللوا وجمعوا وطرحوا وقسموا وضربوا، وطرحوا أحاديث بما يعلمونه ولا يعلمونه، لكنك تكتشف فيما يطرحون أنهم لم ينسوا مسك العصى من الوسط!

كلامهم عائم غائم، ومعظمهم إن لم يكن كلهم؛ يتحدث بلهجة واحدة وبوجهة نظر واحدة، وتكتشف ـ بعد إصابتك بالصداع ـ مدى التناقض بين وظيفة المحلل السياسي الحقيقي، وبين ما يطرحون من فراغ كلامي و"تسفيط حجي" أقضوا به مضاجعنا، أكثر مما أقضته الحوادث والتغيرات التي مرت بنا..

وأستمع إلى أحدهم وستصاب بالرعب، وكأن القيامة قد قامت، وأن الآزفة أزفت، وأن القارعة قد قرعت، وأن الحاقة قد حقت..فقد راسلني صديق عراقي مقيم في أستراليا مستفسرا عمن بقي حيا من معارفنا!

عندما قلت له أن الأوضاع عندنا مقبولة إن لم تكن طبيعية، وأن ما يحدث هنا هو أقل مما يحدث في نيويورك مثلا، قال لي لعنة الله على المحلل السياسي "فلان"، فقد أرعبني وجعلني أعتقد أن العراقيين "خلصوا"؛ أي ماتوا عن بكرة أبيهم!...

كل هذا في كفة، ولكن الكفة الأخرى هي ثقتهم الزائفة التي يظهرونها، وبما يوحي أن ما يقولونه كلام منزل، ولا يمكن أن يأتي إلا ممن عنده أم الكتاب وخفاياه... 

غريب الأمر أن أحدهم ظهر في فضائية تبث من القاهرة بعنوان عراقي وهو يعلك العلكة... تماما مثلما يلوك الكلام!..

كلام قبل السلام: تستغرق مناقشة المسائل التافهة وقتا أطول، لأن بعضنا يعرف عنها أكثر مما يعرفه عن المسائل الهامة..!

سلام...

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك