المقالات

أربعون ربيعا ...( الجزء الثالث )  سقوط نظام ؟ أم أقامة نظام ؟

2188 2019-02-05

 

قاسم العبودي

 

سقط النظام البهلوي سقوطا مدويا , ونجحت الثورة نجاحا مدويا أيضا . وأجتمعت القوى الثورية لوضع اللمسات الأخيرة على هيكلية الثورة التي أبصرت النور بفضل الله تعالى وجهود الأمام الخميني , ورعيل الثورة الأوفياء . بدأت وفود الخليج بالتوافد على منزل الأمام الخميني , بعضهم للتهنئة , وبعضهم للمغنم , والكل كانت له حساباته الشخصية . 
تفاجئت الوفود عندما رأوا محل أقامة السيد الأمام في أحد المدارس الأبتدائية في طهران العاصمة . كانوا يتخيلون بأنه سوف يسكن قصرا كا الذي أعتادوا زيارته أيام طاغية أيران بهلوي حينما كانوا يزورونه لتقديم فروض الطاعة والولاء , لكنهم صدموا عندما رأوا مهندس الثورة وقائدها يقـبع في صف دراسي . كانـت رسائلهم المحملة بالود , والطاعة تنتهي الى مقال واحد فقط . هو أن أطلقوا سراح موظفي سفارة الولايات المتحدة الأمريكية الذين تم أحتاجزهم من قبل مجموعة من الطلاب الثوريون !! . فكانت أجابة الأمام واضحة , كما كانت أجابة جده علي بن أبي طالب (ع ) واضحة بعزل معاوية بن أبي سفيان عن أدارة الدولة الأسلامية فــــي الشام حين آلت اليه أمور المسلمين بعد مقتل عثمان بن عفان . رفض السيد القائد أطلاق سراح موظفي السفارة الأمريكية الأ بعد أن تطلق سلطات الأحتلال الصهيوني , الأسرى الفسطينين من السجون الأسرائيلية . أمتعض من كان يحمل الرسائل من رد سماحة السيد الذي أفحمهم بالحجج والبراهين على بربرية الصهاينة . فكانت تلك أول وأقوى رسالة بعد نجاح الثورة , مفادها أن لا مهادنة من قوى الأستكبار ما داموا يحتلون أرض المسلمين . لقد أشعل فتيل المواجهة مبكرا , حتى لا تذهب الثورة بعيدا عن أسلاميتها الشرعية وتدخل في جيوب المنتفعين . تعالت أصوات بعض قوى الثورة ( النفعية ) من أن السيد الأمام يجب أن لايشعل فتيل أزمة قد تجر البلاد الى ما لا تحمد عقباه . هؤلاء الذين سقطت أقنعتهم بعد برهه من الزمن , وتبينت أرتباطاتهم الخارجية . 
أستطاع السيد الأمام في فترة وجيزة , بتبيان الخطوط العامة لثورته الأسلامية , وبأنها عابرة للحدود ولا تقف عند أيران وحدها . فرسم ملامح ثورته العالمية , وأطلق أدواتها ومسمياتها كي تكون بيد جميع أحرار العالم . 
تقدمت جيوش الأستكبار الأعلامية للنيل من الثورة الفتية , فقد جند لهذا الموضوع قامات أعلامية من العيار الثقيل متمثله بمحمد حسنين هيكل وكتابه الموسوم : مدافع آية الله , التي سبقها بكتاب أيران فوق البركان عام 1951 . والدكتور فهمي هويدي وكتابه الموسوم : أيران من الداخل . فقد كان الكتابين عبارة عن ثورة مضادة لثورة الأمام الخميني , لكن سبحان الله الذي أنطقهم بالحق من حيث لايشعرون . حيث قال محمد حسنين هيكل ما نصه : أن الأمام الخميني رصاصة أنطلقت من القرون الوسطى لتستقر في القرن العشرين . 
للحديث بقية أن شاء الله تعالى ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك