المقالات

قبسات مضيئة رزقت بالشهادة

1685 2019-02-04

امل الياسري

 

لا فرصة لعودة الظلم والإضطهاد، ولن ندع الطائفية ترسم حدوداً بين السُّنة والشيعة، فإخلاص العراقيين هو العامل المهم، في بناء عراق جديد يسع مكوناته جميعاً، كما نحن اليوم نقف سداً منيعاً بوجه الإرهاب، ولقد عملنا طيلة عقود المقاومة، على خطين جهاديين وهما: خط الجهاد والمواجهة مع النظام المقبور، وخط الصمود والصبر حتى تحقيق النصر، ولكي نقيم حكومة العدل، لابد وأن تحكمنا المودة، والحب، والتناغم، والتعايش.

حشود كبيرة تنتظر موكب السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره الشريف)، دخل من نقطة الشلامجة الحدودية، فإجتمع الزعيم الحكيم، بالعراقيين العطاشى للحرية والكرامة، فكانت الكلمات الأولى قبسات خالدة لهذا القائد الفذ، فمن ضمن ما ذكره عليه الرحمة والرضوان:(نريد الإستقلال ولا نريد حكومة مفروضة)،و(العراقيون لا يحتاجون لأحد، لمساعدتهم على بناء الحكومة الجديدة)، كما طالب الجماهير بقوله:(إتحدوا في كلمتكم لتكونوا كلمة واحدة، ويجب أن تكون مسيرتكم مستقلة).

مشاهد عظيمة لقصة إنتصار الدم على السيف، والحق على الباطل، والحسين (عليه السلام)، هو منهج الصواب والفضيلة، ويزيد عليه اللعنة منهج الخطأ والرذيلة، هذه الكلمات المضيئة، التي تحدث بها شهيد المحراب في رحلته، من البصرة وحتى وصوله الى النجف الأشرف، ليؤكد عمق تجديد البيعة والولاء، وهو ثورة بوجه الطاغية، والذي لم يستطع إطلاقاً وقف المد الحسيني، لأنه لا يفقه معنى نداء الحناجر: هيهات منا الذلة.

أمور عديدة يتطلب الإنتباه إليها، بعد سقوط النظام البعثي وصنمه الأهوج، أبزرها التعاون بين القوى الحقيقية الفاعلة، من أبناء المقاومة الإسلامية، والعشائر العراقية الأصيلة، والقوات المسلحة، والتي تؤكد رغبتها الخالصة في ملء الفراغ السياسي، للمحافظة على الأمن العام، ودرء الأخطار، وتنظيم صفوف الأمة، وتوحيد الكلمة تحت راية واحدة، وفتح صفحة جديدة في تأريخ العراق، إنها ومضات عميقة، ورصينة المعاني والدلالات، فما أدق حساباتك أيها الحكيم الراحل!

الجرح العميق لاينتبه لغزارة الدم، فكيف إذا كان الجرح رحيلك المبكر، يا أبا صادق يوم الجمعة؟ بعد أن أنهيت خطابك الجهادي في أول رجب، لكي تترك لنا بصمة لن تمحى من ذاكرة الوجود، فأنت مَنْ علمتنا معنى أن يكون الزعيم قائداً، حضارياً، واعياً، مشبعاً بمبادى الوطنية، والحرية، ونكران الذات، لتسمو روحك الطاهرة، وذرات جسدك لا تهدأ، فقد إمتطت صهوة الشهادة، في لوحة عطاء بلا حدود.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
aslam
2019-02-04
احسنتم علی هذا المنشور
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك