المقالات

واليأس احدى الراحتين..!

2389 2019-02-01

حميد الموسوي

 

بعد كل ماكتبنا- ومعنا المئات من المفكرين والمثقفين والنخب – عن الفساد الذي استشرى ؛وعن ازمات الصحة والخدمات والتعليم والسكن والبطالة ؛ وبعدما شخصنا مكامن الخلل ؛ونقاط الضعف ؛والحلقات الرخوة في ادارة البلاد وفق النظام الديمقراطي الجديد الذي اعقب سقوط السلطة الدكتاتورية ؛وبعد ان بينا ووضحنا ان اجواء الحرية مطلوبة ولكن يجب ان لا تصل حد الانفلات الذي يطغي التوجهات الفوضوية والنزعات العشائرية والمناطقية والعنصرية فوق سلطة القانون.

وبعد ان طالبنا بقيام نهضة علمية واقتصادية تنموية ترفع مستوى الدخل القومي؛وتنعش حياة الفرد العراقي؛وترفع دخول الطبقات المسحوقة ؛وتنصف عوائل المضحين والشهداء ؛ وتسهم بقيام عراق مزدهر مستثمرين مردوداته المالية الضخمة من خلال تصدير ملايين البراميل النفطية يوميا ومن مداخيل المنافذ الحدودية والاجواء العراقية.

وبعد ان اكدنا ضرورة انزال العقاب الصارم بخونة الامانة ناهبي المال العام وبكل من ساهم في تخريب مقدرات العراق وحضارته وعمرانه ؛ وكنا مع كل هذه التشخيصات والمطالبات والتاكيدات ؛ نقتنص كل واردة و شاردة ايجابية لنضخمها دعما للعملية السياسية وانصافا لكل جهد فيه رفعة للعراق ومعالجة لازمة اتعبت جماهيره .

ومع كل انقضاء دورة برلمانية وفترة حكومية نتطلع بشغف للدورة الجديدة والحكومة الجديدة ونسهم بجد متفاعلين مع الانتخابات متذرعين بعسى ولعلما، لكن المؤلم والمخيب وجدنا انفسنا ندور في حلقة مفرغة؛واكتشفنااننا كنا نركض خلف سراب؛ونزرع في ارض يباب؛فِاغلب الظن ان القوم متفقون ومتضامنون؛ وان قطارهم – وضع حسب خطة محكمة خبيثة – على سكة بقياس واحد وممر واحد واتجاه واحد .

الذي قلب المواجع واثار الشجون قرار المصادقة على الميزانية العامة لعام 2019 .والتي بلغت 111.8مليار دولار وسجلت ارتفاعاً نسبته 45 % عن العام الماضي،ونسبة العجز فيها 23.1 مليار دولار، وهو ضعف العجز الذي سجل في ميزانية 2018.

مع هذا الرقم الكبير فقد تم التصويت عليها كموازنة تشغيلية:- ( رواتب ومخصصات ومنح ونثريات واعانات خرافية للرئاسات الثلاث واعضاء البرلمان ) ..تسديد فوائد قروض لم يكن العراق مضطرا لاستدانتها وتحميلها هذه الفوائد المجحفة لولا فساد المسؤولين..ميزانية فيها المزيد من الغبن لمحافظات بائسة واخرى منكوبة ..فيها المزيد من الاحباط لشرائح وطبقات كانت تترقب صدورها والمصادقة عليها .. ميزانية خالية من مشاريع واعدة ترقبها العراقيون منذ عشرات السنين!

ومن هنا الا ترون معي ان :

اليأس احدى الراحتين … ولن ترى تعِباً كظ الخائبِ المكدودِ ؟؟؟!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك