المقالات

واليأس احدى الراحتين..!

2005 2019-02-01

حميد الموسوي

 

بعد كل ماكتبنا- ومعنا المئات من المفكرين والمثقفين والنخب – عن الفساد الذي استشرى ؛وعن ازمات الصحة والخدمات والتعليم والسكن والبطالة ؛ وبعدما شخصنا مكامن الخلل ؛ونقاط الضعف ؛والحلقات الرخوة في ادارة البلاد وفق النظام الديمقراطي الجديد الذي اعقب سقوط السلطة الدكتاتورية ؛وبعد ان بينا ووضحنا ان اجواء الحرية مطلوبة ولكن يجب ان لا تصل حد الانفلات الذي يطغي التوجهات الفوضوية والنزعات العشائرية والمناطقية والعنصرية فوق سلطة القانون.

وبعد ان طالبنا بقيام نهضة علمية واقتصادية تنموية ترفع مستوى الدخل القومي؛وتنعش حياة الفرد العراقي؛وترفع دخول الطبقات المسحوقة ؛وتنصف عوائل المضحين والشهداء ؛ وتسهم بقيام عراق مزدهر مستثمرين مردوداته المالية الضخمة من خلال تصدير ملايين البراميل النفطية يوميا ومن مداخيل المنافذ الحدودية والاجواء العراقية.

وبعد ان اكدنا ضرورة انزال العقاب الصارم بخونة الامانة ناهبي المال العام وبكل من ساهم في تخريب مقدرات العراق وحضارته وعمرانه ؛ وكنا مع كل هذه التشخيصات والمطالبات والتاكيدات ؛ نقتنص كل واردة و شاردة ايجابية لنضخمها دعما للعملية السياسية وانصافا لكل جهد فيه رفعة للعراق ومعالجة لازمة اتعبت جماهيره .

ومع كل انقضاء دورة برلمانية وفترة حكومية نتطلع بشغف للدورة الجديدة والحكومة الجديدة ونسهم بجد متفاعلين مع الانتخابات متذرعين بعسى ولعلما، لكن المؤلم والمخيب وجدنا انفسنا ندور في حلقة مفرغة؛واكتشفنااننا كنا نركض خلف سراب؛ونزرع في ارض يباب؛فِاغلب الظن ان القوم متفقون ومتضامنون؛ وان قطارهم – وضع حسب خطة محكمة خبيثة – على سكة بقياس واحد وممر واحد واتجاه واحد .

الذي قلب المواجع واثار الشجون قرار المصادقة على الميزانية العامة لعام 2019 .والتي بلغت 111.8مليار دولار وسجلت ارتفاعاً نسبته 45 % عن العام الماضي،ونسبة العجز فيها 23.1 مليار دولار، وهو ضعف العجز الذي سجل في ميزانية 2018.

مع هذا الرقم الكبير فقد تم التصويت عليها كموازنة تشغيلية:- ( رواتب ومخصصات ومنح ونثريات واعانات خرافية للرئاسات الثلاث واعضاء البرلمان ) ..تسديد فوائد قروض لم يكن العراق مضطرا لاستدانتها وتحميلها هذه الفوائد المجحفة لولا فساد المسؤولين..ميزانية فيها المزيد من الغبن لمحافظات بائسة واخرى منكوبة ..فيها المزيد من الاحباط لشرائح وطبقات كانت تترقب صدورها والمصادقة عليها .. ميزانية خالية من مشاريع واعدة ترقبها العراقيون منذ عشرات السنين!

ومن هنا الا ترون معي ان :

اليأس احدى الراحتين … ولن ترى تعِباً كظ الخائبِ المكدودِ ؟؟؟!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك