المقالات

الرد على كاتب سعودي لمقال ( اهل السنة ليسوا بني امية )

2412 17:33:00 2008-01-21

بقلم : سامي جواد كاظم

القاعدة في كتابة موضع كثر الخلاف حوله هو الالمام بكل ادلة الطرفين في المسالة الخلافية واذا كان كاتب المقال يعود لاحد الطرفين فما عليه الا دراسة ادعاءات الطرف الاخر وبدقة واخذ ما هو الموثق والمعتمد لدى فقهاء وعلماء الطرف الاخر حتى يكون الرد سليم وقابل للنقاش .

اما ان ياتي كاتب مقال ينتمي لاحد طرفي الخلاف في نقد ما يعتقده هو انه منسوب الى الطرف الاخر من خلال تدليس وتاويل وتزيف الحقائق طبقا لهواه يكون المقال خالي من المنهجية والاسلوب العلمي في الرد ، وهذه حقيقة يفطن لها كاتب المقال وذلك عندما يطعم مقاله ببعض الشعارات والاحاديث التي تدعو الى نبذ الفرقة والتطرف فعندها يتوهم الواهمون ان كاتب المقال معتدل وانه ما قصد الا لم الشمل . ولو تمعنا بين ثنايا السطور وفي احشاء الكلمات لوجدناها تنضح سم وتطعن الحقائق في التاريخ .

كتب كاتب سعودي يدعى خالد الغنيمي مقال في احدى الصحف السعودية تحت عنوان (أهل السنة ليسوا بني أمية ) ، ومن خلال قراءة المقال فانه استثنى علماء وباحثي الشيعة من رده على اعتبارهم وحسبه هو ان هذه الشريحة تعلم ان اهل السنة ليسوا بني امية . وهذا يعني ان غالبية الشيعة العوام والمتوسطي المدارك هم يدعون ان اهل السنة هم بني امية وجاء هذا المقال متزامنا مع ذكرى عاشوراء وحسب ادعائه ان الشيعة تتهم السنة بقتل ابن بنت رسول الله (ص) .

ولا اعلم من اين له هذا الاعتقاد هذا اولا فلو اطلع حقيقة على اقل تقدير الى كتاب الزيارة العاشورائية فانه سيجد ان في الزيارة لعن لبني امية ولم يذكر اهل السنة وهذه الزيارة هي في متناول يد كل من يحب الحسين من الشيعة فمن اين له كاتب المقال بان الشيعة تتهم السنة بانهم بني امية ؟ وان كان يستحق رد اوسع واشمل الا اننا نرد في حدود الحيز الممكن الكتابة فيه ضمن المقال .

الامر الثاني هو ما دس من كلمات واحاديث من خلال سرد بعض الحقائق كما يدعي هو ومن هذه المدسوسات يقول الكاتب السعودي (، ففي الجامع الصحيح للبخاري من حديث ابن أبي نعم قال: كنت عند ابن عمر فسأله رجل عن دم البعوض، فقال: ممن أنت؟ فقال: من أهل العراق. قال: انظر هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هما ريحانتاي من الدنيا. كما أنه جاء من عدة أسانيد أنه أخذ بيد الحسن والحسين رضي الله عنهما وقال: هذان ابناي، فمن أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني ) .

وارد عليه كما قال في عنوان مقاله ان بني امية ليسوا هم اهل السنة لان بني امية هم الذين قتلوا الحسين (ع) والسؤال هنا اين اهل العراق من بني امية ؟! الابعلم جناب الكاتب ان بني امية متقوقعين في الشام وتحديدا دمشق الان وسابقا ( جلق ) ، اذن من غلس هوية بني امية ؟! واما الشطر الثاني من الحديث وهو قول رسول الله (ص) هما ريحانتاي ... وما الى ذلك فهذا صحيح وياليتنا رايناهم عملوا بهذا الحديث .

تدليس اخر وهو الاخطر يقول الكاتب (وفي أحد أهم كتب السير السنية، كتاب (سير أعلام النبلاء) للمؤرخ الموسوعي شمس الدين الذهبي: إن الحسين لم يعجبه ما عمل أخوه الحسن من تسليم الخلافة إلى معاوية، بل كان رأيه القتال، ولكنه كظم، وأطاع أخاه وبايع، وكان يقبل جوائز معاوية، ومعاوية يرى له ويحترمه ويجلّه، فلما أن فعل معاوية ما فعل بعد وفاة السيد الحسن من العهد بالخلافة إلى ولده يزيد، تألم الحسين وحق له، وامتنع هو وابن أبي بكر وابن الزبير من المبايعة، حتى قهرهم معاوية وأخذ بيعتهم مكرهين، وغلبوا وعجزوا عن سلطان الوقت، فلما مات معاوية، تسلم الخلافة يزيد، وبايعه أكثر الناس، ولم يبايع له ابن الزبير ولا الحسين وأنفا من ذلك ورام كل واحد منهما الأمر لنفسه وسارا في الليل من المدينة. هذا النص منقول بحروفه من سير أعلام النبلاء (مجلد 3 صفحة 292) .

واجيب بالعقل لا بالتاريخ في تفنيد مزاعم الكاتب ومصدره ، فلو كان الامام الحسين (ع) لايعجبه الصلح فلماذا لم يقاتل بعد استشهاد وليس وفاة الحسن عليه السلام بالسم من قبل زوجته المدفوعة من قبل معاوية على ان يزوجها ابنه يزيد اذا ما سمت الحسن وكان لمعاوية ما اراد ولم يكن لها ما ارادت وليس وفاة طبيعية ،حيث كانت سنة الاستشهاد 50 هـ بقي عشر سنوات لم يقاتل الامام الحسين عليه السلام معاوية وهو الامام المفترض الطاعة فكيف كان لا يعجبه الصلح واما انه كان كاره فهذا صحيح وحتى الامام الحسن عليه السلام هو كاره ولكن حقنا لدماء المسلمين قبل على مضض .

واذكر بطاعة الامام الحسين عليه السلام لاخيه الحسن عليه السلام عندما استشهد الحسن عليه السلام واريد له ان يدفن الى جنب قبر جده النبي محمد (ص) فرموا نعش الحسن (ع) بالسهام وخرجت عائشة ام المؤمنين تقول لا تدفنوا في بيتي من لا احب ( وعدم محبتها للحسن جاءت عكس الرواية في البخاري الذي تطرق اليها كاتب المقال في مقاله اعلاه ) فمنع دفن الحسن عليه السلام في المكان الذي اراد الحسين (ع) ان يدفنه فلماذا لم يصر ويقاتل ؟! ببساطة لانه يطيع كلام اخيه الحسن (ع) لانه الامام المفترض الطاعة فقد ضرب اروع المثل والصور التي تظهر حجم طاعة المعصوم .

واما زعمك بان معاوية اقهر الامام الحسين عليه السلام على البيعة وكان له ما اراد فهذا التزييف بعينه ، فلو كان القصد من البيعة لمعاوية فذكر اولا ان الحسين اجاب وبايع ، فما الضرورة لطلب البيعة ثانية بعد استشهاد الحسن (ع) ؟ الا يوحي هذا للتناقض ؟!! وكذلك الرد الاخر لو كان المقصود البيعة ليزيد وان الحسين (ع) بايع يزيد فالرد هو انه من مواثيق العرب ان المبايع لا ينكل بيعته الا اذا اتصف بالغدر فكيف به اذا كان امام معصوم مفترض الطاعة فهل يصح انه يبايع يزيد ومن ثم ينكل فهذا التدليس بعينه ، ولو كان الحسين قد بايع يزيد لذكرت ذلك كل كتب التاريخ واعطت الحق ليزيد في قتل الحسين باعتباره خرج عن بيعته فما بال كتب التاريخ لم تذكر ذلك الا مصدر الكاتب السعودي .

والامر الاخر من اين للمصدر ذكر عبارة ان الحسن (ع) كان يقبل جوائز معاوية ، هل هنالك اقبح من هذا التزييف للحقائق ، الم يطلع كاتب المصدر وكاتب المقال على شروط المصالحة والتي بموجبها ان لايطالب الطليق معاوية يالحقوق الشرعية التي تصل للحسن عليه السلام من خمس وزكاة لغرض توزيعها على فقراء المدينة ومكة مع منح مستحقات فقراء ارض نجد والحجاز من اموال بيت المال الاموي (المقصود به معاوية ) .

والتدليس الاخر هو ان الحسين (ع) كان يروم الامر له مزاحمة مع ابن الزبير ولا اعلم كيف يكون شكل المزاحمة والحسين (ع) يقول ما خرجت اشرا ولا بطرا ولكن خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي ، فالحسين ( ع ) بعيد كل البعد عن طلب منصب او خلافة ولو اراد ذلك لما خرج اصلا لانه عرض عليه المنصب والمال ولكنه رفض ذلك .واخر ما ذكر من راي فاسد هذا الكاتب هو (، فتحويل الحسين رضي الله عنه إلى رمز للثورة بحيث تشحن النفوس ضد بني أمية وكأن بني أمية ما زالوا يحكمون، هو أمر يحتاج إلى مراجعة ) .

لا اعلم هل هنالك مرتبة للجهل ادنى من المرتبة التي عليها هذا الكاتب وانه يعتقد ان الشيعة لا تعلم ان بني امية لا يحكمون اليوم ، فاعلم يا ايها الكاتب ان بني امية هم رمز لكل ظالم وعلى مختلف العصور فليس العبرة بالاسم ولكن العبرة بالفعل الاموي فكثير من الالفاظ استحدثت نتيجة افعال اشخاص معينة فعندما يقال فلان طاغوت هو فرعون العصر هل هذا يعني ان فرعون لا زال موجود ؟ فالموجود هو فعله القبيح وليس شخصه وهذا ينطبق على بني امية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بسيم القريني
2008-01-23
هكذا هم الوهابيين الامويين دوما يتشبثون بالقشور ويتركون اللّب! دوماً يريدون القول ان من قتل الامام الحسين هم الشيعة , وأن دم الحسين عليه السلام اهون من دم البعوضة عند الشيعة والغرض من ذلك التغطية على جريمة اسيادهم والثقات عندهم وهم من قتل الحسين عليه السلام. وهذه القصة تذكرني بتلك الرواية التي نقلها صاحب كتاب البداية والنهاية في جزئه الثامن, وبعد ان هاجم جيش يزيد الملعون مكة المكرمة واحرق استار الكعبة بالنار بعد ضربها بالمناجيق وقتل من قتل من اهل مكة وبعد ان جائهم نعي يزيد الفاسق وتوقفت الحرب وأن حصين بن نمر وهو أحد قادة يزيد دعاه ابن الزبير ليحدثه بين الصفين فاجتمعا حتى اختلفت رؤوس فرسيهما، وجعلت فرس حصين تنفر ويكفها‏. فقال له ابن الزبير‏:‏ مالك‏؟‏ فقال‏:‏ أن الحمام تحت رجلي فرسي تأكل من الروث فأكره أن أطأ حمام الحرم‏.فقال له ابن الزبير‏:‏ تفعل هذا وأنت تقتل المسلمين‏؟ انتهى... لاحظ معي اخي الموالي انهم لايتطرقون الى جريمة يزيد وما فعله من قتل اهل مكة واهل المدينة وتدنيس المقدسات ولكن يركزون على قصة البعوضة لكي يشهروا بها علينا! فقاتل الله النواصب اينما كانوا وأينما نزلوا‏ ,
سامي جواد كاظم
2008-01-23
الى الاخوة السيد ابو حسنين النجفي والسيد ابراهيم الفيلي ، فما لدي الا ان انحني انا وقلمي معبرا لكم بالشكر الجزيل على حسن متابعتكم لما اكتب وانتم معي سارد على كل حاقد لال البيت الاطهار ولشيعتهم. واسال الله عز و جل ان يلم الشمل الشيعي وتتوحد كلمتهم ضد الوهابية ومن يتبعهم من الضالين
ابراهيم الفيلي---عراقي من هولندا
2008-01-23
بارك لله وجزاك الله خيرا عن كل حرف وكلمة باضعافها اكاد لا افوت مقالةلك ايها الاخ الكريم لما تحويه كتاباتك من فوائد جمة وتذكير لما يدور حولنا ويكيدون لنا ممن يدعون حب اهل البيت-ع- فكما اشربوا الامام الحسن-ع-السم للقضاء عليه يحاولون وعبر التاريخ ان يسمموا افكار شيعتهم باقاويلهم وكتاباتهم هذه املين او ممنين انفسهم عسى ولعل ان يستطيعوا القضاء على الشيعة وانهاء خط اللبيت-ع- ولكن هيهات من النيل من فكر ومذهب الاسلام الحق الناب المحمدي المتمثل بمذهب الشيعة اذ=يابى الله الا ان يتم نوره = والسلام
حسنين سامي
2008-01-22
تفاهات الوهابية قد تستحق وقد لا تستحق الرد واعتقد ان ما اشار اليه الكاتب الى دس الوهابية في اخبار الستة النبوية هو الامر المهم وليس الانشاء الساذج الذي تطرق اليه الكاتب السعودي من انهم يحبون الحسين (ع) ، فترجمة الحب هو الافعال التي تصدر من المحب .
ابو حسنين النجفي
2008-01-22
بوركت للوهلة الثانية نور الله بصرك وبصيرتك وانار لك دربك بالنور المحمدي العلوي الحسيني وجعل قلمك سيف على مسامع وانظار المرجفين المنافقين اشهد الله وملائكته ورسله انك ماض على طريق الكشف للحقائق بوركت يا من تكشف الحقائق لهم وتضعها في محكم الصميم فاسال الله ان يكشف الكرب عن وجهك بحق ابي فضل العباس ع الذي كشف الكرب عن وجه اخيه الحسين سلام ربي عليهم وان يجعل قلمك رصاصة احياء للحقيقة في ادمغة عشعش فيها بني اكلة الاكباد الا وهما بني امية الملعونون على لسان الله ورسوله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك