المقالات

من باب إنصاف المرجعية، الوقوف معها

1605 2019-01-25

ضياء المحسن


تتعرض المرجعية الدينية منذ عقود مضت الى هجمة شرسة من قبل جهات عديدة، هدفها هو القضاء الى الحصن الذي يحفظ بيضة الإسلام، أمام الإنحدار الى المادية وشيء من الإلحاد الديني (إذا جاز لنا التعبير عن ذلك)، ومع ذلك فإن وجود رجال يقودون الحوزة الدينية ساهم في حفظ الدين والمذهب أيضا.
ومع ذلك فإن المرجعية الدينية لم تتصدى للشأن السياسي، إلا بالقدر الذي يحفظ وحدة البلد، ويحمي مصالح المواطنين، وعدم الإندفاع الى ما يمكن أن يجر العوام من الناس الى موارد التهلكة وإزهاق الروح المحترمة.
بعد أحداث عام 2003 وسقوط نظام البعث، دأبت المرجعية الدينية الرشيدة على الوقوف وبقوة هذه المرة أمام محاولات إيجاد فراغ حكومي، وجر البلد الى حرب أهلية، الأمر الذي جاء وفق توقعاتها؛ فكانت إجراءتها الحاسمة عاملا في وأد الفتنة في مهدها، الأمر الذي أرعب الدوائر الإستخباراتية بسبب فشل مخططاتها التأمرية ضد هذا البلد.
يصور بعض الكُتاب (لأغراض معروفة) بأن المرجعية الدينية هي من ساهمت في صعود هذه الكتلة او تلك، من خلال الإيحاء بأنها تقف في تصريحاتها الى جانب، في حين نجد ان تصريحات المرجعية الدينية تؤكد وبشكل قاطع، وقوفها على مسافة واحدة من جميع الكتل؛ بغض النظر عن الإنتماء لهذه القومية او تلك، أو هذا المذهب أو ذاك، لأن الضابط المهم لديها هو إحترام حقوق المواطن والدفاع عنها، والنهوض بالواقع الخدمي والتنموي لبلد، فيه من الثروات ما يمكن أن تبني عشر دول بحجمه.
لقد ساهمت المرجعية الدينية بحفظ وحدة العراق مرات عديدة، يكفي أن نشير الى حادثة تفجير الإمامين العسكريين في سامراء، والتي كاد البلد ان ينزلق الى الحرب الأهلية؛ لولا حكمة المرجع الأعلى السيد علي الحسيني في وأد الفتنة في مهدها، والثانية عندما دخلت عصابات داعش الإرهابية لمناطق غرب العراق والموصل (وهي في أغلبها مناطق يسكنها أخوتنا من السُنة)ن حيث إنبرت المرجعية بخطابها في الدعوة الى الجهاد الكفائي، والذي ساهم بإيقاف هذه العصابات من الوصول الى وسط العراق، ومن ثم الهجوم المقابل على هذه العصابات، لإستعادة الأراضي التي سيطروا عليها، وهناك امتزجت دماء العراقيين جميعا من جنوب العراق الى غربه، ومن شرقه الى غربه للدفاع عن وحدة هذا البلد.
الملفت في أمر الهجوم على المرجعية الدينية هذه المرة، هو من أشخاص كانوا محسوبين من المدافعين عنها، أو أنهم قريبين منها؛ بحكم علاقتهم مع وكلاء المرجعية او الشخصيات القريبة من دائرة المرجعية، وهو أمر لا يمكن عده بأنه نتيجة طبيعية لسلوك هذا البعض، بل أن هناك اجندة عملت على إستمالة هؤلاء لتسقيط المرجعية الدينية، وتكون البداية بالمحيطين بالمرجع الأعلى؛ ثم من بعد ذلك يكون الدور على المرجع الأعلى بشخصه الكريم.
نقول لهؤلاء إن هذه الأساليب القذرة لن تنطلي مرة أخرى على المواطن الحصيف، فقد خَبِر هذه الأساليب القذرة وسيكون غدا حسابهم عسير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك