المقالات

ساستنا الناكثون..!

1879 2019-01-23

حميد الموسوي

صحيح ان السياسة لعبة المصالح لاتعترف بعواطف، ولاتملك قلبا، ولا تخضع لمشاعر، لكنها بالتأكيد محكومة بقواعد والتزامات وثوابت يؤدي الاخلال بها الى افراغ العمل السياسي من محتواه ويجعله سلوك عصابات مبتذلة، لاتلتزم بعهود، ولاتعترف بعقود، ولاتقر بمواثيق، لاتقيم وزنا للشرائع والاديان والقيم والاعراف والمثل والسنن والاخلاق، ولاتقف عند حدود.
كان العرب في جاهليتهم- وبرغم ديانتهم الوثنية واتخاذهم الاصنام الحجرية آلهة،وبرغم بعض العادات والتقاليد والسلوكيات الهمجية التي توارثوها مثل: وأد البنات، وغارات بعض القبائل على بعضها،وغزوات النهب والسلب وقطع الطرق..والثارات..وغيرها- برغم ذلك الجهل والتخلف كانوا يقيمون للعهود والاحلاف وزنا..يلتزمون بالعقود والمواثيق التي قطعوها على انفسهم ..ويحترمون كلمة الشرف بينهم.ولعل حلف ( الفضول ) كان الاشهر.وحادثة بيعة عمروبن العاص ليزيد بن معاوية تأكيد على احترام الكلمة والالتزام بالموقف حتى وان تم تحت تهديد السيف.

معاوية بن ابي سفيان عند احتضاره اخب رابنه يزيد باطماع عمرو بن العاص بالخلافة بعد وفاته قائلا: ان ابن العاص لن يبايعك يا يزيد الاّ بحيلة محبوكة وتهديد بالقتل ولذا عليك يايزيد اذا انا مت وشيعتموني الى حفرتي ان تطلب من عمرو بن العاص ان ينزلني الى اللحد بوصية مني كوني صاحبه الوفي واخيه المخلص وحين يضعني في اللحد مد يدك اليه واطلب منه مبايعتك وهو داخل الحفرة ،نفذ يزيد الوصية ..انتبه ابن العاص للحيلة واعتذر بان الوقت غير مناسب،لكن يزيد اصر وهيأ الرجال ليهيلوا التراب على من في القبر( معاوية وابن العاص)،لم ير ابن العاص بدا ومد يده مبايعا يزيد بالخلافة امام الحاضرين قائلا: هذا من تدبير معاوية فانت اقل من ان تهتدي الى هذه الحيلة!.ومع ذلك التزم ابن العاص بالبيعة ولم ينقضها.
لم ينقض العرب المواثيق والعهود خاصة بعدما كرم الاسلام العهود والعقود والمواثيق واكد الايفاء بها وحرم نقضها حتى تلك المعقودة مع الكفار والمشركين.

معاوية بن ابي سفيان ضرب المثل الاسوئ للعرب والمسلمين في نقض العهود فاستحق لعنات التأريخ وا حتقارالناس على مر العصور بعد اخلاله بعهده مع الامام الحسن وقولته المشهورة: كل ما تعهدت به للحسن فهو تحت قدمي هاتين !!.

يبدوان بعض الساسة العراقيين- بعدما تسنموا المناصب والمراكز البرلمانية والحكومية واتخموا بالرواتب الفلكية والامتيازات الخرافية – اصابتهم عدوى التنصل من التزاماتهم واستسهلوا نقض العهود والمواثيق واستمرؤوا الاخلال بعهودهم التي قطعوها لجماهيرهم ؛واخلوا بالقسم الذي ادوه والايمان التي حلفوها؛ ونكثواالتحالفات وكلمات الشرف التي تعهدوا بها متخذين من ابن آكلة الاكباد مثلا اعلى وكفاهم خزيا وعارا في الدنيا والآخرة. البرلمان العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك