المقالات

القضاء العراقي..نصيحة قيمة بلا ثمن..!

1982 2019-01-23

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

يبدو أن الجهزة القضائية والقانونية في العراق، ستكون آخر من يستجيب لدعوات الإصلاح، وربما لن تتحقق هذه الإستجابة أبدا، وإن تحقققت فإنها ستكون بلا محتوى تغييري!

أسباب هذه الصورة القاتمة كثيرة، في مقدمتها أن الجسم القضائي الحالي، هو ثمالة الجسم القضائي لعهد القيح الصدامي، وكثير من القضاة هم أما من بقايا ذلك الجسم، أو من الذين يحملون أدرانه، مشبعين بثقافته؛ ولسنا هنا لأن نورد الأسماءا، فهي أشهر من نار على علم!

لقد أنشأ نظامنا القائم، عديد من الأجهزة المختصة بمقارعة الفساد، وكلها بلا إستثناء مسلح بقوانين صارمة، توفر الأرضية القانونية المناسبة لعملها، وتتوفر أمكانات ممتازة تحت يدها، للنهوض بمهمتها، التي يصح أن توصف؛ بأنها مهمة وطنية كبرى، تحظى بدعم شعبي لا محدود، إلا أنها فشلت فشلا ذريعا بتنفيذ مهامها، لأن البيئة القانونية مريضة، لذلك فإن الفساد، قد ضرب جذوره حتى في أجهزة مقارعته!

إن الطعام لا يصلح إلا بالملح، وإذا فسد الملح فسد الطعام، والبيئة القانونية هي ملح مستقبلنا، ونقصد بالبيئة القانونية عناصرها الأربعة، القوانين والتشريعات، والقرارات والأنظمة التي تكتسب صفة الإلزام، والقضاة والإدعاء العام، وأخيرا الجمهور الملتزم بالقوانين.

إن الفساد القانونى يتمظهر فى فعل ما، يعد إخلالا جسيما لواجبات المنصب الوظيفية، دون أن يتحرك القضاء للحد من هذا الإخلال، وتزداد المشكلة عمقا، حينما يكون القضاء عونا للسلطات وأداة بيدها.

يشمل الفساد القانونى أيضا، وبمقتضى البداهة المنطقية، الإخلال بأحكام الدستور الذى يعد الوثيقة الرئيسية التى توضح معالم النظام السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى الدولة، وأحكام الدستور بهذه المثابة أحكام ينبغى أن ينحنى لها الجميع حكاما ومحكومينز

هذا ما لم نجده خلال الستة عشر عاما الماضية، حينما كان القضاء أداة للإلتفاف على الدستور، وحولوه الى  هلام، يتشكل وفقا للحيز الذي يريدون له أن يشغله؛ وكم رأينا من قرارات نقض بها القضاء، تشريعات وقرارات لمجلس النواب بغير وجه حق، لصالح السلطات التنفيذية, أو جهات سياسية بعينها، وهي تصرفات تشم منها رائحة نتنة مع الأسف!

إن القضاء العراقي مع جل إحترامنا له، لأنه يمثل ملاذنا الأخير، يعاني من جملة إعتلالات، أغلقت كل الفراغات، التي يمكن أن تنفذ منها النيات الطيبة، فعم التهافت على تحقيق المصالح الخاصة والمنافع الشخصية، بالتجاوز عن القيم القانونية والمسؤولية الاجتماعية.

كلام قبل السلام: من يأبى اليوم قبول النصيحة التي لاتكلفه شيئا؛ فسوف يضطر في الغد، إلى شراء الأسف بأغلى سعر!

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك