المقالات

القضاء العراقي..نصيحة قيمة بلا ثمن..!

1884 2019-01-23

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

يبدو أن الجهزة القضائية والقانونية في العراق، ستكون آخر من يستجيب لدعوات الإصلاح، وربما لن تتحقق هذه الإستجابة أبدا، وإن تحقققت فإنها ستكون بلا محتوى تغييري!

أسباب هذه الصورة القاتمة كثيرة، في مقدمتها أن الجسم القضائي الحالي، هو ثمالة الجسم القضائي لعهد القيح الصدامي، وكثير من القضاة هم أما من بقايا ذلك الجسم، أو من الذين يحملون أدرانه، مشبعين بثقافته؛ ولسنا هنا لأن نورد الأسماءا، فهي أشهر من نار على علم!

لقد أنشأ نظامنا القائم، عديد من الأجهزة المختصة بمقارعة الفساد، وكلها بلا إستثناء مسلح بقوانين صارمة، توفر الأرضية القانونية المناسبة لعملها، وتتوفر أمكانات ممتازة تحت يدها، للنهوض بمهمتها، التي يصح أن توصف؛ بأنها مهمة وطنية كبرى، تحظى بدعم شعبي لا محدود، إلا أنها فشلت فشلا ذريعا بتنفيذ مهامها، لأن البيئة القانونية مريضة، لذلك فإن الفساد، قد ضرب جذوره حتى في أجهزة مقارعته!

إن الطعام لا يصلح إلا بالملح، وإذا فسد الملح فسد الطعام، والبيئة القانونية هي ملح مستقبلنا، ونقصد بالبيئة القانونية عناصرها الأربعة، القوانين والتشريعات، والقرارات والأنظمة التي تكتسب صفة الإلزام، والقضاة والإدعاء العام، وأخيرا الجمهور الملتزم بالقوانين.

إن الفساد القانونى يتمظهر فى فعل ما، يعد إخلالا جسيما لواجبات المنصب الوظيفية، دون أن يتحرك القضاء للحد من هذا الإخلال، وتزداد المشكلة عمقا، حينما يكون القضاء عونا للسلطات وأداة بيدها.

يشمل الفساد القانونى أيضا، وبمقتضى البداهة المنطقية، الإخلال بأحكام الدستور الذى يعد الوثيقة الرئيسية التى توضح معالم النظام السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى الدولة، وأحكام الدستور بهذه المثابة أحكام ينبغى أن ينحنى لها الجميع حكاما ومحكومينز

هذا ما لم نجده خلال الستة عشر عاما الماضية، حينما كان القضاء أداة للإلتفاف على الدستور، وحولوه الى  هلام، يتشكل وفقا للحيز الذي يريدون له أن يشغله؛ وكم رأينا من قرارات نقض بها القضاء، تشريعات وقرارات لمجلس النواب بغير وجه حق، لصالح السلطات التنفيذية, أو جهات سياسية بعينها، وهي تصرفات تشم منها رائحة نتنة مع الأسف!

إن القضاء العراقي مع جل إحترامنا له، لأنه يمثل ملاذنا الأخير، يعاني من جملة إعتلالات، أغلقت كل الفراغات، التي يمكن أن تنفذ منها النيات الطيبة، فعم التهافت على تحقيق المصالح الخاصة والمنافع الشخصية، بالتجاوز عن القيم القانونية والمسؤولية الاجتماعية.

كلام قبل السلام: من يأبى اليوم قبول النصيحة التي لاتكلفه شيئا؛ فسوف يضطر في الغد، إلى شراء الأسف بأغلى سعر!

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك