( بقلم : بهجت الخزاعي )
المتتبع لبرامج قناة المستقلة ينتابه للوهلة الاولى شعور بمدى حرص هذه القناة على قضايا الامة ووحدة صفوف ابنائها فشاهدناها مرة تسرد سيرة الخلفاء الراشدين وتستسقي من سيرتهم لما تراه هذه القناة من الفائدة في سيرتهم ومرة تدعم الحركات التحررية وتدعوا الى الانفتاح والديمقراطية والكف عن قمع الجماهير والتنكيل بها وأخرى تثور على السيد السيستاني وتحاول ان تلسق به تهمة التكفير وتصف الشيعة بأنهم تكفيريون ويثيرون الفتن لأنهم يلعنون قتلة الحسين عليه السلام ويروون ان الامام المنتظر عجل الله فرجه سيأخذ بثأر الحسين
حيث يرى محمد الهاشمي وضيوفه في حينها ان التفجع بآل البيت عليهم السلام إثارة للنعرات الطائفية!! ، ولكنك تعجب عندما ترى هذه القناة ذاتها مفجوعة بصدام وبرزان ويرثيهما الدغيم من على شاشتها وهذا تناقض حقيقة يثير الاشمئزاز فكيف تدعوا لتحرير الامة من جبابرتها وتُفجع لمقتل هؤلاء الجزارين في ذات الوقت، وإذا بحثنا عن عذر لمحمد الهاشمي في هذا التساهل في دماء ابناء هذه الامة التي يدعي الدفاع عن حقوقها فقلنا ان طائفيته هي التي تدفعه الى هكذا افعال فيُقال ان صدام لم يقتل الشيعة فقط فقد اوغل في قتل الاكراد وهم سنّة بشكل او بآخر، كما انه استباح الكويت وهو بلد مسلم سنّي فنكل بأبنائه وهتك حرماته.
ان كل هذه الامور لم تعد تثير حفيظتي الان لأنني أعي الدافعين الرئيسيين الذين يشكلان القاعدة والمنطلق لمحمد الهاشمي وهما الاول الوصول الى الشهرة من خلال إثارة البغضاء والاحقاد والثاني هو الطائفية الممزوجة بعطر الريال، ان الطامة الكبرى هو ما جاء به محمد الهاشمي يوم أمس السبت وهو يوم العاشر من المحرم فأن هذا الرجل ( الحريص) على وحدة صفوف المسلمين والمراعي لعدم جرح مشاعرهم يعلم ان هناك ما يقارب 400 000 000 مسلم كانوا يقيمون العزاء في كل بقاع الارض تقريبا
قام هذا الرجل بتجاهل تلك الدموع والاهات واسترخص دماء الحسين واصحابه بتخصيصه لحلقة خاصة عن الحب والامل في برنامجه واحة الشعر، وانا اسأل محمد الهاشمي تُرى لو كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حاضرا يوم امس اتراه يجلس يستمع لقصائد الدغيم والجنابي الغزلية ام انه يندب ولده الحسين واهل بيته ويُفجع لسبي بناته اما بلغك يا دكتور ان رسول الله (ص) بكى الحسين (ع) قبل مقتله حيث نزل عليه جبرئيل عليه السلام (ع) وقال له ان امتك ستقتل ولدك هذا وأعطاه قبضة من تراب كربلاء فدفعها النبي (ص) الى ام سلمة وقال لها اذا اصبح التراب دما فأعلمي ان الحسين قد قتل وكتب السنّة حافلة بهذا المعنى فقد رواه بن حبان في صحيحه حديث رقم: 6742 ورواه الامام احمد في مسند حديث رقم:13539 ولمن اراد المزيد فليدخل هذا الرابط فأن فيه الكفايةhttp://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=55707
ان كل هذا الاهتمام الالهي بشهادة الحسين عليه السلام من إخبار بالغيب على لسان سيد الخلق وتحول التراب الى دم وما الى ذلك من مطر السماء دما في يوم عاشوراء في سنة 61 للهجرة (وهذا يقره بعض الكتاب الغربيين ايضا) وقراءة رأس الحسين (ع) للقرآن وهو على الرمح كل هذا يدل عظم المصيبة وهول الحادثة الاّ ان الاعلام الأموي يحاول الى الان تجاهل هذا العزاء الكوني ويريد ان يضلل المسلمين بأن هذا اليوم هو يوم سرور ويوم يستحب صيامه وكيف ان النبي تابع اليهود في صوم هذا اليوم فأصبح النبي يأخذ سنته من المغضوب عليهم !!، فإنا لله وانا اليه راجعون.
وفي الختام اقول لأعداء الحسين ان الدماء التي ارقتموها يوم الطف فجرت طوفانا يجري في عروق كل محب لمحمد وال محمد وسيأتي اليوم الذي يتفجر فيه غضباعليكم حاملا اليكم صرخة مدوية يدك بها عروشكم دكا دكا وهي صرخة ابي الاحرار: هيهات منّا الذلة.
https://telegram.me/buratha