المقالات

إتمام الكابينة الوزارية..زراعة الشوك؟!

1958 2019-01-21

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

 

بصرف النظر عن الأنتصارالكبير؛ الذي تحقق به تحرير التراب الوطني من الدواعش الأشرار، والذي كان يفترض أن يكون له؛ إنعكاسه المؤثر على الساحة السياسية العراقية ، إلا أن واقعنا السياسي؛ لا ينطوي على قدر مواز من هذا الوصف المشرف، فهو بشكل أو بآخر بعيد؛ عن أجواء الحماسة الوطنية التي تلهمها المعارك.

بقدر مناسب من الموضوعية؛ فإن إرتباك المشهد السياسي، هو الململح الأبرز من ملامح المرحلة، ومن بين أكثر تلك الملامح وضوحا، هو عدم قدرة السيد عادل عبد المهدي على مليء فراغات كابينته الوزارية، وفي أحيان أخرى تبدو الصورة، وكأن السيد عبد المهدي ليس "راغبا"، أو على الأقل ليس "مستعجلا" لإشغال تلك الحقائب الوزارية، وبينها حقيبتان مهمتان جدا، هما حقيبتي الدفاع والداخلية.

إن وراء عدم الرغبة والإستعجال أسباب عدة، لعل في مقدمتها إرتباك المشهد السياسي برمته، وتعقد مفرداته، لكن يبقى مشروعا طرح سؤال من قبيل: لماذا يحدث الذي يحدث، من إرتباك بالمشهد السياسي هذه الأيام..؟

هذا سؤال كبير جدا، ولكن الإجابة عليه؛ يمكن أن تكون بحد أدنى من العبارات المفسرة لنفسها..!

الحقيقة إن التفسير المنطقي؛ لما يحصل الآن من إرتباك، هو بسبب تدافع المصالح بين الساسة كأفراد، والقوى السياسية كأحزاب وتشكيلات، والمكونات المجتمعية بما هي مكونات، سيما وأن مساحة الإختلاف في إتساع دائم..

لكن من بين أهم أسباب تزاحم المصالح، هو أن أغلب الساسة المتصدين للعمل السياسي، جاءوا بمشاريع صغيرة مرتبكة، وتتلخص أجنداتهم بأنها ذات أبعاد قصيرة، ولذلك نراهم دائبي البحث، عن حلول تحقق تلك ألأجندات، أو على الأقل تساعد على بقاء الوضع الراهن على ما هو أطول فترة ممكنة.

إن الحقيقة المصاحبة لهذا الواقع، هي أن هذا النمط من الساسة؛ منشغلين بمشاريعهم الصغيرة لمصالحهم الشخصية، وبعضهم جاءوا بمشاريع مستنسخة عن مشاريع آخرين، والفارق الأشخاص فقط..

وقد لاحظنا ذلك؛ في الأطروحات التي سادت مرحلة التحضير، للإنتخابات النيابية المنقضية، وها هي تتكرر بنفس الزخم والأدوات، وإن كان بعضهم قد جاء بمشاريع محدودة، لا تشكل إضافة لما مطروح..

الأمر ينطبق بشكل أكثر إتضاحا ،فيما يتعلق بالمعارضة من داخل العملية السياسية، فقد كانت معارضة "نصف كُم"، وصورة أكثر من سيئة لأشكال المعارضات، فقد شاركت في الحكومة والعملية السياسية، ليس بغية تصحيح المسار، بل إنها بقيت للإستفادة من المنافع المادية، التي توفرها المشاركة بالعملية السياسية، وشهدنا شيوع ظاهرة القدمين:قدم مع الحكومة وقدم ضدها..

كلام قبل السلام: من يزرع الشوك لا يجني به العنب..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك