المقالات

هل يمكن التخلص من عقلية المؤامرة؟!

1994 2019-01-18

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

 

لا أعتقد أن أحدا ما لا يرى؛ بأننا نمر بأعقد أزمة سياسية، مرت في تاريخ العراق الحديث، بل أن ثمة من يطلق عليها، مشكلة الوقوع في منطقة الرمال المتحركة.

الحراك السياسي الدائر هذه الأيام، بحثا عن مخرج للمأزق السياسي الخطير، الذي أوقعنا فيه ساسة الصف الأول، يمكن النظر له وكأنه قشة لغريق، لا يمكن أن تنقذه من الغرق قطعا، لأن الأمور وصلت حداً؛ لا يعرف فيه الساسة أنهم آخذين بالوطن إلى المجهول!

حيث أن للعملية السياسية وجهان لعملة واحدة، وجه باطن؛ وهو نطاق واسع من التعاملات بين القوى السياسية، ووجه ظاهر؛ وهو ما يفترض أن يعرفه الشعب، وأي عملة ذات وجه واحد فقط، هي عملة مزيفة لا يمكن قبولها، ولن تكون لها قيمة مالية، ولا يمكن "تصريف" هذه العملة وتداولها في الأسواق، ما لم يكن وجهاها مكتملين وحقيقيين غير مزيفين..كذلك التحرك السياسي، الذي يتبنى أحد وجهي العملية السياسية، هو أيضاً تحرك زائف فاشل، لن يكون له وزن في تحقيق الهدف الأعلى, وهو رعاية مصالح الأمة والوطن.

كما يمكننا ونحن نتابع تصريحات كثير من الساسة، أن منهم من أختصر العراق بشخصه، وبدت الصورة وكأن مستقبل العراق في كفة، ومستقبله السياسي في الكفة الثانية من الميزان، وكفته هي الأرجح على العراق ومستقبله.

لنقف قليلا عن هذه النقطة، وفي ضوء ما يتعرض له الوطن والمواطنين، من إستلاب وضيم، فإن مسألة كهذه، لا يمكن أن تقاس بالخسارة الشخصية، بل يتعين جبرها بمقياس الوطن بمواطنيه، قبل اي تفكير آخر.

دعونا أيضا أن نفترض؛ بأن ثمة إستقصاد ومؤامرة، من هذا الطرف أو الأطراف، ضد هذا السياسي أو ذاك، أو ضد تلك الكتلة السياسية أو هذه، وهنا يحق لنا أن نتسائل؛ أما كان بالمستقصد أو المستهدف، شخصا أو كتلة؛ البحث في الأسباب، التي جعلت الآخرين يستقصدونه بالمناكفة والعداء؟!

الحقيقة؛ أنه إذا تجرد السياسي او الكتلة المستهدفة للحظة واحدة، ووقفوا عند ذواتهم وأنفسهم، وتخلصوا من عقلية المؤامرة، ومن مشورة السيئين الذين يحيطونهم، سيجدون أن الآخرين معهم بعض الحق على الأقل! وأذا تم التوصل إلى هذا الأستنتاج، يكونوا قد قطعوا مسافة مهمة، من الطريق إلى الحل!

كلام قبل السلام: كيف للساسة وكتلهم؛ أن يصلوا إلى بداية هذه المسافة، وهم منغلقين على جماعاتهم، لا يرقبون في شعبهم إلا ولا ذمة، همهم الأول والأخير نحن ومن بعدنا الطوفان؟!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك