المقالات

التطبيع والتصريح الخطير...!

1446 2019-01-12

مصعب ابو جراح

 

مصطلح "التطبيع" كما جرت العادة من استعماله في الآونة الأخيرة، يحمل معاني كثيرة متباينة ومتشابكة، واكتسب من المدلولات العاطفية ما جعله يثير الحساسية بشكل يخلق ضبابية حول فهمه فهماً دقيقاً، وفهم المعاني القريبة منه، حتى أصبح المصطلح متشابهاً في استعمالاته، وحاجباً للمعنى بدلاً من أن يكون أداة دقيقة للتعبير عنه
بالنسبة للعلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، يعني التطبيع قيام هذه الدول أو مؤسساتها أو أشخاصها في تنفيذ مشاريع تعاونية ومبادلات تجارية واقتصادية، في غياب استتباب السلام العادل، وذلك إخلالاً بالموقف السياسي التاريخي لتلك الدول والقائل بأن مقاطعة الدول العربية لإسرائيل يجب أن تستمر حتى يتحقق ذلك السلام العادل، بل وكوسيلة ضغط لتحقيقه. والتطبيع في هذه الحالة أصبح يعني ليس فقط السماح بتطوير علاقات طبيعية بين المعتدي والمعتدَى عليه في غياب العدالة، أي في وضع غير طبيعي، بل والسماح أيضاً بالأضرار في تلك الأداة التي هي إحدى أدوات تحقيق تلك العدالة المنشودة.
من خلال ما اعلن قبل مدة وجيزة ,الكيان الصهيوني الغاصب اعلن وعلى لسان احدى الشخصيات ذات الاتصال الكبير في مفاصل الدولة عن رفع اسم العراق من الدول المعادية لإسرائيل وهذا ان دل فمدلوله ان الاخير تحاول ان تضع العراق ضمن الدول التي تريد التطبيع معها وهذا من حيث المنطق من المستحيلات فلا يقبل العراق حكومة وشعباً تحت أي ضغط كان من تواجد ولو شخص واحد من اسرائيل على الاراضي العراقية وحتى وان كانت هناك عمليات بيع للعراق من قبل بعض السياسيين المغرر بهم لهكذا امر .
ويتوافق هذا الاعلان مع التصريحات الغير مبررة لوزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم بإمكانية حل الازمة بين الدولتين وهذا ما يعتبر اعطاء الضوء الاخضر لموضوع التطبيع للعلاقات الإسرائيلية العراقية وضرب التاريخ عرض الحائط والدماء التي سالت طوال الفترة السابقة من العراقيين وغير العراقيين وكذلك التمهيد لرجوع المنفيين منهم والسيطرة بصورة مباشرة او غير مباشرة على الوطن ,وحتى وان صرح الوزير بموضوع التطبيع مع اسرائيل في وسائل الاعلام وان العراق يضع القضية الفلسطينية ضمن اولوياته فان المتابع للشأن السياسي يرى بتصريحه رسالة واضحة من وجهة نظر المتلقي للرسالة الاعلامية ان الوزير يرى ان على العراق ان ينظر الى هذه القضية بمنظور اخر .
اخيراً علينا نحن كعراقيين ان نبقى على موقفنا تجاه الاخوة في فلسطين ويجب علينا ان نكون لهم السند الحق في قضيتهم ايمانا منا بحقهم في العيش الحر الكريم . تطبيقاً للمقولة الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة إنها بمسافة الثورة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك