المقالات

ديمقراطية كاملة الدسم..!

1538 2019-01-10

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

يفرض الحقل السياسي على الذين يعملون فيه؛ أن يوسعوا دائرة القرار وأن يسهلوا تنفيذه، بإعتبار أن ذلك؛ هو روح وجوهر  للديمقراطية، «خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين».. والنص القرآني يقول «لو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك وتركوك قائماً»..

هذه أخلاقيات عمل سياسي، توجب نظرة اليست صدامية ولا إقصائية، وشواهد التاريخ؛ تفيد أن كل الذين إتخذوا موقف التعجل بالصدام أخفقوا..

حتى السيرة النبوية؛ تصورها البعض أنها سيرة رسول كان شاهرا سيفه على الدوام في مواجهة الإختلاف، لكن الحقيقة ليست كذلك، إذ أن معارك القتال؛ بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والمشركين كانت سجال، وسجل التاريخ موقفين صعبين جدا؛ واجههما الرسول في معركتي أحد والخندق، وسجل التاريخ أيضا أن الانجازات الكبرى لرسولنا الأكرم، كانت بأستخدامه "القوة الناعمة" فأقام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، واستمال الجزيرة العربية في صلح الحديبية؛ وفتح مكة سلمياً.

لقد كانت أهم إنجازات الإسلام؛ ليست بالمغازي وإنما بالقوة الناعمة، والدول التي دخلها الإسلام بالسيف، أبقى فيها على أقلية معتبرة ليست إسلامية، والإسلام دخل مصر وأفريقيا بالقوى الناعمة، ولذلك أسلم جل أهل مصر؛ والسودان وشمال أفريقيا بالقوة الناعمة، وليس بتسليط السيف على الرقاب..!

وفي مقاربة واقعنا ومقايسته على سجل التاريخ، وفيما يتعلق بالنُخب السياسية التي تصدت لعمليتنا السياسية فأنها ستفشل إن عاجلا أو آجلا، كلا أو جزءا.لأنها حاولت أن تفرض على العراقيين واقعا لم يألفوه، هو واقع الصدام السياسي وحافة الهاوية، فنحن شعب يجنح دوما الى الوسطية، والصدام والتأزيم والتوترشىء خارج طباعنا، وإلا لما بقينا أمة حية منذ فجر الخليقة ليومنا هذا..

الواقع أن الفشل ليس في الأشخاص؛ وليس النوايا ولا في الأهداف، ولا يمكن الحكم على الأعمال من خلال الأشخاص، ولا يمكن سبر النوايا لأنها في داخل الصدور، ولا يمكن تلمس ألأهداف لأنها مغطاة دوما بالمصالح، والموقف السياسي الراهن ليس توافقا سياسياً، ولا سِقالة لحوار مستقبلي.

بعد قرابة ستةعشر سنة على فوران التنور، لا يمكن القول أن يكون ثمة حل لأزمتنا المستدامة، إلا بسياسات جديدة وهياكل جديدة تماماً، ولكي نثبت للآخرين في المنطقة، أننا أصبحنا أصحاب تجربة ديمقراطية كاملة الدسم، يتعين علينا أن نبني مرتكزات صحيحة، بعيدا عن لعبة التوافقات العقيمة، التي ليست إلا نوع من أنواع الزخارف الجبسية، التي سرعان ما تتناوشها الرطوبة فتنهار متهالكة، فيما بنيان الديمقراطية، يقتضي جلب أفضل قطع الصوان الصلد، حنى يثبت أمام عاديات الزمن...  

كلام قبل السلام: الباب الذي يمتلك كل الذين يمرون عبره؛ نسخا من مفتاح قفله يعني أنه مفتوح دوما..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك