المقالات

ديمقراطية كاملة الدسم..!

1614 2019-01-10

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

يفرض الحقل السياسي على الذين يعملون فيه؛ أن يوسعوا دائرة القرار وأن يسهلوا تنفيذه، بإعتبار أن ذلك؛ هو روح وجوهر  للديمقراطية، «خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين».. والنص القرآني يقول «لو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك وتركوك قائماً»..

هذه أخلاقيات عمل سياسي، توجب نظرة اليست صدامية ولا إقصائية، وشواهد التاريخ؛ تفيد أن كل الذين إتخذوا موقف التعجل بالصدام أخفقوا..

حتى السيرة النبوية؛ تصورها البعض أنها سيرة رسول كان شاهرا سيفه على الدوام في مواجهة الإختلاف، لكن الحقيقة ليست كذلك، إذ أن معارك القتال؛ بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والمشركين كانت سجال، وسجل التاريخ موقفين صعبين جدا؛ واجههما الرسول في معركتي أحد والخندق، وسجل التاريخ أيضا أن الانجازات الكبرى لرسولنا الأكرم، كانت بأستخدامه "القوة الناعمة" فأقام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، واستمال الجزيرة العربية في صلح الحديبية؛ وفتح مكة سلمياً.

لقد كانت أهم إنجازات الإسلام؛ ليست بالمغازي وإنما بالقوة الناعمة، والدول التي دخلها الإسلام بالسيف، أبقى فيها على أقلية معتبرة ليست إسلامية، والإسلام دخل مصر وأفريقيا بالقوى الناعمة، ولذلك أسلم جل أهل مصر؛ والسودان وشمال أفريقيا بالقوة الناعمة، وليس بتسليط السيف على الرقاب..!

وفي مقاربة واقعنا ومقايسته على سجل التاريخ، وفيما يتعلق بالنُخب السياسية التي تصدت لعمليتنا السياسية فأنها ستفشل إن عاجلا أو آجلا، كلا أو جزءا.لأنها حاولت أن تفرض على العراقيين واقعا لم يألفوه، هو واقع الصدام السياسي وحافة الهاوية، فنحن شعب يجنح دوما الى الوسطية، والصدام والتأزيم والتوترشىء خارج طباعنا، وإلا لما بقينا أمة حية منذ فجر الخليقة ليومنا هذا..

الواقع أن الفشل ليس في الأشخاص؛ وليس النوايا ولا في الأهداف، ولا يمكن الحكم على الأعمال من خلال الأشخاص، ولا يمكن سبر النوايا لأنها في داخل الصدور، ولا يمكن تلمس ألأهداف لأنها مغطاة دوما بالمصالح، والموقف السياسي الراهن ليس توافقا سياسياً، ولا سِقالة لحوار مستقبلي.

بعد قرابة ستةعشر سنة على فوران التنور، لا يمكن القول أن يكون ثمة حل لأزمتنا المستدامة، إلا بسياسات جديدة وهياكل جديدة تماماً، ولكي نثبت للآخرين في المنطقة، أننا أصبحنا أصحاب تجربة ديمقراطية كاملة الدسم، يتعين علينا أن نبني مرتكزات صحيحة، بعيدا عن لعبة التوافقات العقيمة، التي ليست إلا نوع من أنواع الزخارف الجبسية، التي سرعان ما تتناوشها الرطوبة فتنهار متهالكة، فيما بنيان الديمقراطية، يقتضي جلب أفضل قطع الصوان الصلد، حنى يثبت أمام عاديات الزمن...  

كلام قبل السلام: الباب الذي يمتلك كل الذين يمرون عبره؛ نسخا من مفتاح قفله يعني أنه مفتوح دوما..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك