المقالات

إمرأة ..في آمرلي ...!!

1837 2019-01-10

 

أحمد لعيبي

 

في مدينة صغيرة في اقصى خاصرة الوطن إسمها آمرلي كانت سحب الدخان تتعالى والنيران تلتهم كل شئ وداعش يحاصر المدينة من كل جانب ويقطع كل الدروب المؤدية الى تلك المدينة حتى الطرق الزراعية الضيقة حتى اصبحت آمرلي مثل أسد تحيط به الذئاب من كل جانب...
الطعام والماء بدأ ينفد بشكل متسارع والمواجهات والصد يزداد بين لحظة واخرى...
خرجت جميلة على صراخ طفلها الصغير وبناتها الثلاث وهي تتعثر بعبائتها واذا بزوجها محمول ومضرج بدمه ويلفظ انفاسه الاخيرة وهو يقول لزوجته (جميلة احفظي البنات والصغير )..
بقيت جميلة صامتة امام هول المنظر ثم احتظنت صغيرها بقوة ونادت على بناتها ان ادخلن للدار وغطت جثة زوجها الشهيد الذي كان يقف على الساتر لصد العدوان عن آمرلي ..
قالت جميلة وهي تحبس دموعها لإبنتها الكبرى غدير(قصي ظفائرك وارتدي ملابس تشبه ملابس الرجال وامسكي هذه السكين بيدك اذا ما اقتحم الاعداء المدينة فلا تتردي لحظة بقتل نفسك وارمي نفسك بين جثث الشهداء في باحة الدار قرب ابيك)..!!
بقيت الصغير يرنو الى أمه واحست انه جائع فاخرجت له صدرها كي ترضعه واكتشفت ان لا حليب لطفلها الجائع ..صمت الصغير ولم يبكي وتمسك برقبة امه بقوة كأنه في تلك اللحظة صار رجلآ ..فيما بقيت الطفلتين تمسكان بيد امهما ..
حملت جميلة الرشاش ووضعت الصغير بكيس صغير على ظهرها وقالت لصغيراتها (صغيراتي اذا ما امسكوا بكن الدواعش فتعزوا بعزاء الله مثل اطفال مسلم بن عقيل وقولا مع نفسيكما اننا نواسي مسلم في اولاده ...
ودعت جميلة زوجها المسجى بنظرة ووقفت وامسكت الرشاش وذهبت للساتر والصغير على ظهرها لانه رفض ان يبقى مع اخواته ..
بقيت جميلة تقاتل مثل الرجال هناك وكان الصغير يبكي من صوت الرصاص ثم يسكت عندما تلتفت له امه ووضعته في حفرة قريبة منها ولكن الصغير كان يبحث عنها ويخرج فترجعه ..
حتى سقطت قذيفة بالقرب من جميلة وما ان رفعت رأسها حتى وجدت صغيرها مضرجآ بدمه ..فاحتضنته وصرخت صرخة هزت آمرلي مثل القذيفة التي سقطت..
ثم حفرت حفرة في الساتر ودفنت صغيرها وبقيت تقاتل واذا بها ترى ابنتها الكبرى مقصوصة الظفائر معصوبة الرأس وهي تقف خلفها وتقول ..لا داعي للسكين يا امي ..سابقى معك هنا اما ان نموت معآ او نحيا معآ...
في صباح اليوم التالي تم فك الحصار عن آمرلي وتم دفن الشهداء والصغير ..
وبقيت جميلة تمسك رشاشتها للان وتضعها تحت الوسادة عندما تنام ..وظلت ابنتها الكبرى غدير تقص ظفائرها كلما طالت ..
في آمرلي كانت كل إمرأة تساوي قبيلة من الرجال ...!!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك