المقالات

حصان طروادة إسرائيلي في بغداد..!

1740 2019-01-09

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

منذ أن أنشيء الكيان الصهيوني الغاصب؛ ثمة عمل إسرائيلي كبير ومنظم، لإختراق العراق دولة وشعبا، لكنه كان طيلة الستة عشرعاما الفائتة، يجري وفقا لتخطيط هاديء، والمقاصد معروفة  لا سيما وأن العراق، من بين الدول العربية القليلة، التي لم تنجر على الصعيد الرسمي على الأقل، لتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني، فضلا عن كونه يمثل شعبيا بشكل حاسم؛ ورسميا الى حد ما، جزءا من محور المقاومة، الرافض للوجود الإسرائيلي جملة وتفصيلا، ويؤمن بحتمية زوال إسرائيل في أمد منظور.

العراق إذاَ مصدر قلق لإسرائيل، ولذلك عملت على إضعافه بشتى السبل، ومثلما حصل في عام 1980، حينما دفعت إسرائيل وأمها أمريكا؛ ومعهما قادة العهر العربي، صدام حسين عميلهم المكشوف، لشن حرب على جمهورية إيران ألإسلامية الفتية آنذاك، والتي قطعت فور قيامها العلاقات الدبلوماسية؛ التي كانت قائمة بين إيران الشاه والكيان الصهيوني، لم تعط إسرائيل وأمريكا؛ عراق ما بعد صدام حسين فرصة لإلتقاط الأنفاس.

لقد فتح الحلف الصهيوأمريكي عربي، وعلى الفور جبهة الإرهاب وتنظيم القاعدة؛ ضد الوضع العراقي الجديد، لأنهم أكتشفوا أن بين الذين تقدموا لقيادة العراق، من هم يؤمنون بأن إسرائيل شر مطلق، وأن لا فرصة على الإطلاق؛ لأي شكل من أشكال الإتصال والتفاهم معها.

بشكل لا لبس فيه؛ تكشفت أوراق تنظيم القاعدة كصناعة أمريكية، ولاحقا أوراق تنظيم داعش الإرهابي، كوليد لقيط للدعم الصهيوأمريكي العربي، والهدف كان وما يزال؛ بناء منظومة حكم عراقية؛ تقبل بالكيان الصهيوني كحقيقة واقعة، وأن تتعاطى معه بشكل طبيعي، والمساهمة في إمحاء سجله الإجرامي، من ذاكرة العراقيين والعرب والفلسطينيين والمسلمين جميعا.

في عراق ما بعد صدام حسين؛ كانت الزمرة الحاكمة في اقليم كردستان حصان طروادة، الذي تسلل بواسطته الإسرائيليين الى العراق، وشيئا فشيئا وجد هذا الحصان له من يعتني به، وتشكلت مجموعة من الساسة العراقيين، الذين أقاموا علاقات خجولة أولا مع الإسرائيليين، ما لبثت أن تحولت الى العلنية، وتتذكرون زيارة السياسي مثال الآلوسي الى أسرائيل، التي لم تجابه بحزم كاف، وعوملت لاحقا كأمر شخصي!

في الذاكرة القريبة أيضا، الدبلوماسي العراقي السابق حمد الشريفي، الذي شغل منصب المبعوث العراقي؛ لدى الكويت والأردن، للفترة الممتدة بين عامي 2005 و2006، ذهب في نيسان2016 الى أسرائيل، وهناك قال أنه يأمل بأن يكون أول سفير عراقي لإسرائيل!

الإختراق الإسرائيلي للعراق؛ يجري على قدم وساق، وثمة نشاط إعلامي كبير؛ أنخرطت به مؤسسات إعلامية مهمة، تدعي المدنية والعلمانية في طليعتها مؤسسة المدى، التي يديرها السياسي والإعلامي فخري كريم، وهو قريب جدا الى القيادة الكردستانية.

تصريح وزير خارجيتنا الجديد السيد محمدالحكيم، بأن العراق يقبل بحل الدولتين للقضية الفلسطينية، يأتي أيضا في إطار تلقيم قبول إسرائيل عراقيا.

يأتي في هذا السياق الإعلان الإسرائيلي الأخير، من خلال صفحة "إسرائيل بالعربية" على موقع تويتر، والتابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، عن زيارة ثلاثة وفودٍ عراقيّة؛ خلال العام الماضي الى فلسطين المحتلة، وضمّت شخصياتٍ سنية وشيعية لها تأثيرٌ في العراق، كما قالت صحيفة جيوزاليم بوست الصهيونية، وزارت متحف (ياد فاشيم) الخاص بما يسمى بمحرقة اليهود، واجتمعت بأكاديميين ومسؤولين إسرائيليين.

كلام قبل السلام: المطلوب عراقيا وعلى أعلى المستويات، تحقيق شفاف ومعمق في حقيقة هذه الزيارة ومدى دقّتها، والكشف عن اسماء المسؤولين الذين زاروا الأراضي المحتلة، ولا سيما من قيل أنهم اعضاء مجلس النواب، ليقول بعد ذلك شعبنا كلمته فيهم!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك