سجاد العسكري
الكثير هي الظواهر المجتمعية التي برزت خلال فترة ليست بالطويلة , قد يكون لها جذور عميقة لمرحلة سابقة تحركها باتجاه معين لتحقيق اهداف معد لها مسبقا من قبل جهات تحاول النيل لخرق النسيج المجتمعي القائم على اساس الاحترام والثقة بين افراده , واثارة النزعات والخلافات عبر اصطناع صراع مستمر تغذيه متى ما ارادت تمرير اشياء مخالفة للضوابط القانونية او مرفوضة اجتماعيا وجعلها واقعا مفروضا.
فحين نتكلم عن حدود عملية الهتك والتسقيط نلحظ لا حد له , بل تتحرك وفق مخطط مرسوم بشكل احترافي تظهر كأنها حالة رضى مجتمعية, لأنها تمثل ما تكنه الصدور الواهمة , وتتلذذ بفضح شخصية او جهة او ... , وفي الغالب تفتقد الى المنطق والعقل عند تناولها لبيانات غير دقيقة يتم استعراضها من منظور اعلامي مفبرك محترف في ايهام المتلقي وايصالها له مباشر او يلمح به -غير مباشر- ؛ لكن بالمقابل سوف يحقق الهدف المحدد له .
ان سياسة الطابور الخامس كما يعبر عنه يحاول وبشتى الاشكال ان يحرف مسار الحقيقية لتكون مبهمة , ولا يسمح او يشوش ولا يعطي المجتمع الحقيقة الواضحة , فخلط الاوراق والتشويه والترويج لبرامج او مقالات ...فيعمل على ضرب سمعة الجميع عبر منهج التهريج في مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية وعبر الوسائل المسموعة والمقروءة ؛ليوصل المتلقي الى حالة من اليأس وعدم الثقة بالجميع , وضياع الموقف والصوت الصحيح ليحشر مع مسمى (الجميع) او كما يعبر عنه من قبل الجماهير (كلهم نفس الشي) .
فالجهات السياسية هي من تتحمل حملة التسقيط بالدرجة الاساسية , وهي التي فسحت المجال عبر تدخلات خارجية او تدخلات حاقدة على الحكومة مابعد 2003م خارجية , لأنها لم تكن بمستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها سواء كان فيما يخص السلطة التي مسك زمامها , او على مستوى التشهير بالاخرين لكونهم منافس قوي لايستهويهم ويختلف عن مسارهم , ولديه البدائل الناجحة , والخوف من نجاحها لتحسب لهذا المنافس القوي؟! ليتم انشاء مرتزقة الالكترونية هدفهم التسقيط تبداء من الرموز الدينية فالشخصيات الوطنية ثم كل مايرسخ الثقافة الدينية في المجتمع التي تدعوا الى لم الشمل والتعاون والتكافل ليزيد من روابط المجتمع .
فالمرتزقة الالكترونية ومن يقف خلفها تحاول تلقين التسقيط للاطفال والكبار ليكون ثقافة ومنهج يومي في سلوكهم وحديثهم , وسنعرفه من خلال الرفض لكل مايطرح من حلول للمشاكل التي تهم البلد والمجتمع سواء سياسي او اقتصادي .. ولا يقتصر على الرفض بل تتحول الى ظاهر تنقم وترفض وتمدح فترة مظلمة من الظلم والحرمان والرعب- البعث المجرم - الذي كان سائد ابسط مثال هو لا تستطيع التعبير عن المظلومية التي كان يعيشها الفرد وامام عائلته او اقاربه وجيرانه ,فعندما تعدم لأنك تكلمت بالحقيقة يؤخذ من عائلة المعدوم نقود العيارات النارية التي اطلقها النظام المجرم في اعدام الالاف ممن تكلم بالحق؟! فعليكم ان تساهموا في رفع بلادكم لا ان تحنوا للظالمين !
ان الرجوع الى ما تدعوا له الشريعة الاسلامية من منع هتك الحرمات بلا دليل يمينا وشمالا , هو من ينقذ المجتمع من الخوض في صراعات ونزاعات والتناحرات التي لو تأملنا قليلا فانها فقط وفقط تمزق اوصال النسيج الاجتماعي وتكريس اختلاف وضعف البنية الاجتماعية وتفككها وتهديد وحدة الشعب,فعلينا الرجوع الى ديننا واخلاقنا وتربية مجتمعنا الملتزم بالحفاظ على العادات والتقاليد التي تجمع ولا تفرق ,فالفارق كبير جدا مابين الفضيلة والرذيلة ,وان نسمع ونرى.
https://telegram.me/buratha