المقالات

مرجعية الخلاص!


قيس المهندس

 

قرونٌ من الزمن مرّت، والأمة تعيش في يُتم، حيث كان الرب تبارك وتعالى، يبعث الأنبياء والرسل الى الخلق، ويخلفهم بالأوصياء والأولياء، لكنما وبعد أن إختتمت النبوة ورحل سيد الرسل الى جوار ربه، وتبعه الأوصياء واحداً تلو الآخر، حتى فقد آخرهم، فجفّت المرابع، ولم يتبق لنا سوى العلماء!

منذ سبعة عشر عاماً خلت، كنت في المرحلة الأولى من دراستي الجامعية، وأنا أراجع محاضراتي كثيراً، بيد أنني لا أفهم شيءً مما أقرأه، وبعد أن تقطعت بي السبل، قررت الذهاب لزيارة المرجع السيستاني، لكي يدعو لي، لعل أحوالي تتبدل! وبالفعل ذهبت هناك، وكانت تلك زيارتي الأولى للمرجع.

في شارع الرسول، المجاور لمرقد الإمام علي عليه السلام، وفي أحد الأزقة الضيقة، الذي يقع فيه "براني" السيد المرجع، وقفت مع جمع الزائرين، في طابور طويل، حتى دخلنا الى أحد الغرف، وإذا بالمرجع الذي ما فتئنا نذكر إسمه، ونحدّق في صوره؛ إذا به جالس أمامي بلحمه وعظمه!

كل فرد من الزائرين، ينحني أمام المرجع، ويقبّل يده، حتى حان دوري، فأرتعدت فرائصي، وكأن لساني قد شُل، ولم أنبس ببنت شفه، ففعلت كما فعل الآخرون؛ قبّلت يده الشريفة، ووقفت لأتنحى جانباً، ومن ثم أخرج من الغرفة، بيد أنني فوجئت، بأن سماحة السيد السيستاني بقي ممسكاً بيدي!

كأن الزمان قد توقف، وأنا أحدّق في ذلك الوجه النوراني لسماحة السيد، فقد إلتفت إليّ وقال مبتسماً: "الموفقية والنجاح إن شاء الله" عندها أزداد ذهولي، وأخذت أتسائل: كيف علم المرجع، بأنني جئته من أجل أن يدعو لي؟! وهكذا مرت الأيام، وشعرت بأن ذهني قد تفتح من جديد، وفي كل فصلٍ دراسي، أكون من الأوائل، ببركة دعاء المرجع!

منذ 1200 عام، والمرجعية الدينية، تقود دفة الأمة نحو شاطيء الخلاص، ومهما مرت بالمرجعية من ظروف عصيبة؛ وما نزل بها من أصناف البلاء؛ بيد أنها بقيت شمّاء كالطود الشامخ، لا تهزّها رياح الظلم والجور والظلام، مستوثقة بالقيم الأخلاقية والعقائدية، التي سنّها الدستور الإلهي، وجسدها الأنبياء، وورثها العلماء.

في العقد الأخير من تأريخ العراق، وما مر به من تقلبات سياسية وأمنية؛ كان للمرجعية الدور الأبرز، في حلحلة القضايا المتعلقة بها، بمواقفٍ إتسمت بالحكمة والموضوعية، منذ سقوط النظام البائد، وتشكيل الحكومة الإنتقالية، وكتابة الدستور، مروراً بالتغيير الأخير عام 2014، وآخر تلك المواقف الحكيمة؛ فتوى الجهاد الكفائي!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو سجاد
2019-01-01
الف رحمة على موتاك على هذا الموضوع.. خسران من لايعرف قدر المرجعية وقدر هذا لسيد .. صدقني يا اخي قد حدث لي موقف مشابه لما ذكرت.. فاصبحت مذهولا حينما عرفت جيدا وبلا شك انه عرف كل شي عني وكل خلجات نفسي فسبحان من اودع اسراره في خير خلقه اللهم احفظة لنا ذخرا من كل بلاء ووفقنا لطاعتك وحب اوليائك.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك