المقالات

2019 الإبحار بقارب بلا مجاذيف..!

1423 2019-01-01

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

 

ثمة من يعتقد أن الأجيال تقاس بالأَعمار، لكن واقع الحال ليس هكذا، فالأجيال تقاس بالمهام والهموم، وبالمشكلات والمعضلات، ويحسب بعضهم جيلنا نحن الذين تجاوزوا الستين، بأنه جيل السعداء، وهؤلاء يرونه جيلا بلا هموم لأن آماله كانت بسيطة، لكنه بالحقيقة يستحق أن يوصف بأنه جيل الحسرات!

جيلنا سادتي كان يساق كالنعاج، الى مطاحن الحروب العبثية، وكان آباؤنا بلا حول أو قوة، بعضهم؛ لكن بعضهم وبعضنا "فقط"، لم يستسلموا للحسرات، فقد كافحوا وكافحنا، ونافحوا ونافحنا، وقاوموا وقاومنا، وقُتلوا وقُتلنا، وسُجنوا وسُجنا، ثم عُذبوا وعُذبنا، وشُردوا وشُردنا، لكنهم كانوا آباؤنا الذين خلفونا!

بعضهم؛ وبعضهم وبعضنا "فقط"، كان على وعي متقدم لوظيفة الدم، فقدنا الدم بلا ندم..بعضهم وبعضنا "فقط" كان يفهم، أن عقارب التاريخ لن تعود إلى زمن، ظن كثيرون أنه مضى، وكان علينا أن نحرك عقارب التاريخ، أذا توقفت بسبب ما.

ذاك جيل كان يسمي ذلك "تكليفا شرعيا"، وآخرين يسمونه "واجبا وطنيا"، وغيرهم يسمونه رفضا للظلم والطغيان؛ لكنها  كلها أسباب صنعتنا، نحن جيل الإضرابات والانتفاضات، أمام انسداد الآفاق وهيمنة الطغاة، والاستمرار في سياسة الإقصاء والتهميش، فبتنا جيل لا يستسيغ أن يعيش؛ إلا في كنف الحرية والكرامة، والعيش مرفوعي الهام.

نحن جيل عاش فيما سُمي بالعراق العظيم، لكن من سمى العراق بـ "العراق العظيم" كان خبيث  جدا؛ إذ كان يؤسس لشيء من الفهم مقلوب!

 العراق ليس عظيما بذاته، فلا قيمة للجغرافيا والتضاريس، والعظمة للعراقيين وليس لجغرافية العراق، وهم عظماء؛ لأنهم عمروا حضارة شغلت ثلثي التاريخ البشري، تلك الحضارة التي لم يتبق لنا منها؛ إلا أحجار نهبها المستكشفون، وتبعهم بالنهب المنظم (أرشد ياسين) نسيب الطاغية صدام، فباعها لهواة الآثار بأثمان بخسة، غطت تكاليف قناني الويسكي، وحفلات (الكاولية) التي كان مغرما بها، ثم أجهزت عساكر الإحتلال الأمريكي؛ على البقية الباقية، فأقتلعوا ما تبقى من أحجار بابل وأور وآشور؛ وأحالوها حطاما.

العراقيون عظماء؛ لأنهم قبلوا العيش في هذا الوطن وقبلوا ما فيه، وهم عظماء لأنهم تحملوا جور الطغاة ونزقهم، فمنذ عشرة آلاف سنة على الأقل، لم يحكم العراق سوى حاكم عادل واحد؛ هو علي بن أبي طالب عليه السلام.

كلام قبل السلام: العراقيون عظماء أيضا؛ لأنهم منذ ستة عشر سنة ، يعرفون أن حكامهم الجدد، يبحرون بهم في قارب بلا مجاذيف، ومع ذلك ركبوا معهم موج البحر وخضمه، وصيروا أياديهم التعبة من جور السنين مجاذيف، فيما نكرات ومزورين جلسوا في مقدمة القارب، وتركوا الشعب يصنع عظمته بيده!

 

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك