المقالات

عملية نبش لا إرادية في الذاكرة..!

1809 2018-12-31

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

حينما تكلح الصورة بإهتراء القيم، وتغير معاني المسميات الى مضاداتها، أجد نفسي ومن حيث لا أريد، وهي تقتات من مائدة الذكرى، وهي مجاهدة صوفية ثرية نمارسها جميعا، لأننا لا نخسر شيئا ماديا بإستحضارها..
النبش بالذاكرة محفوف بالمخاطر النفسية، لكن إسترجاع الماضي وسيلة فاعلة ومهمة؛ لتقعيد التفكير على قواعد رصينة وقوية، بغية إعادة ترميم الصورة المتهرئة،فضلا عن ونه وسيلة لمواساة جروح العراقيين العميقة، وإن كان برش الملح على الجرح، وهو تكنيك حرب لا دراسة ظروف ووقائع ونتائج! 
فيما مضى من سنوات الجمر، قبل أن يتغير نظام القهر الصدامي، كنا نمضي الليالي المدلهمة بالخطوب، ونحن نمارس فضيلة الحلم بالتغيير، وكانت تلك السنوات؛ حُبلى بالشغف الى صورة للوطن، رسمها جواد سليم في ساحة التحرير..
عمليا؛ وكلما يمر يوم عصيب في عراق ما بعد 2003، وكلما حدث ما يخالف العقل والمنطق؛ أتذكر تلك الأيام الصعبة، حيث كانت ثلة تحاول صناعة الحلم، وتحويله بعد ذلك الى حقيقة، بإرادة تخالف منطق الأشياء، السائد في ذلك الزمن الصعب، وذلك بتحقيق الذات؛ والانتصار لحياة أكثر عدلا وأعمق معنى ودلالة، حياة يتجه فيها الناس، إلى أن يصيروا أكثر إنسانية، وأكثر مواطنة وأكثر معرفة.
صحيح ان أدوات تلك الثلة؛ كانت بسيطة وبدائية في معظم الأحيان، لكنها كانت أكثر فاعلية من أدوات اليوم..ربما لأنهم كانوا يضيفون لها بعدهم الشخصي، يوم كانوا شبابا، لكنهم اليوم أيضا يضيفون بعدهم الشخصي؛ وقد باتوا كهولا..
هذه الإضافة مهمة جدا؛ لأنها مترعة بالخبرة، وهي خبرة تعادل إندفاع الشباب في الميزان، وهاكم الحشد الشعبي مثالا، فالكهول وكبار السن في المقدمة، قادة ومقاتلين.
مائدة الذكرى تشاغلني هذه الأيام؛ بمقارنات واقعية لكنها مؤلمة، الطهر والنقاء، قبالة المال والصفقات، الحقائق قبالة الذرائع، العدل قبالة الباطل، النزاهة قبالة اللصوصية ، الصادقون الصديقون، قبالة الكاذبين المدلسين، البدائع والزخارف، قبالة فوضى والجهالة..
لكن ثمة شيء يتم تداوله بقسوة؛ وإن بمعنيين مختلفين تماما، جهاد قبالة جهاد..!
جهاد من أجل الطهر والنقاء، والحقائق والنزاهة والصدق والبدائع، وجهاد من أجل المال والصفقات، والذرائع والباطل، واللصوصية والكذب والتدليس، والفوضى والجهالة..
لسوء الحظ؛ غالبا ما نفهم الأحداث ليس في زمان وقوعها، بل بعد انقضاء زمن عن سريان آثارها، وتلك مصيبتنا.
كلام قبل السلام: الندم هجرة في الإتجاه المعاكس..!
سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك