المقالات

الامريكان في العراق مستشارين ام محتلين ؟!

2394 2018-12-31

علي الطويل

 

كشفت زيارة الرئيس الامريكي الى قاعدة عين الاسد في محافظة الانبار ، عن امور كثيرة كانت غائبة عن اذهان العراقيين ، فالعراقيون في العادة ينشغلون ولكن لاينسون كما يضن الكثير ، اذ ان الامريكان والحكومة العراقية السابقة بعد احداث ٢٠١٤ كانو يؤكدون وعلى الدوام ، ولايام قليلة قبل انتهاء تكليف تلك الحكومة ، يؤكدون ان الوجود الامريكي هو عبارة عن ستة الاف جندي مهمتهم التدريب والاستشارة والتنسيق بين القوات الامريكية والقوات العراقية في التحالف ضد داعش . هذا ماكان يسمعه العراقيين من رئيس الحكومة العراقية السابقة وماسمعه العالم باجمعه .
الا ان ماجعل الانظار والتساؤلات تتجه مرة اخرى لهذا التواجد هو قرار الرئيس الامريكي بسحب القوات الامريكية من الاراضي السورية ، حيث اشارت بعض التقارير الى انسحابهم سيكون باتجاه الاراضي العراقية وخاصة في القاعدة التي انشأها الامريكان في اربيل . وعزز هذه التساؤلات التصريحات التي اطلقها ترمب من قاعدة عين الاسد ، واطلاق التهديدات تجاه الاخرين من الاراضي العراقية مع انها زيارة غير شرعية ، وفقدت ابسط القواعد البروتوكولية. اذ كشفت بعض التقارير الصحفية الى وجود ستة قواعد عسكرية امريكية في العراق ، وهو امر في غاية الخطورة على مستقبل العراق وسيادته ، فاذا كان الوجود الامريكي في العراق هو لغرض التدريب والاستشارة فما هو الهدف من هذا العدد الكبير هذه القواعد ، خاصة وان بعضها واسعة جدا واقيمت عليها منشات ضخمة توحي بنيتهم في البقاء لفترات طويله مثل قاعدة اربيل وعين الاسد .
لقد اجمع العراقيون بجميع اطيافهم على رفض الوجود الامريكي في العراق واعتبروه خارج اتفاقية الاطار الاستراتيجي ، التي وقعها العراق والولايات المتحدة والتي انسحبت بموجبها معظم القوات الامريكية في العراق . ان التواجد الامريكي بهذا الحجم في العراق اصبح موضع رفض شديد خاصة بعد القضاء على داعش ، وتنامي قدرة العراقيبن على مسك مسك الحدود وتحقيق الامن في البلاد . وقد اثبتوا انهم قادرين من خلال الامكانيات الكبيرة التي اظهرتها قوات الحشد والجيش في تحرير الموصل وباقي مناطق العراق .لذلك فان التواجد الامريكي اصبح لامبرر له من الناحية الفنية ، كما ان اوضاع المنطقة اصبحت تتجه نحو تحقيق الاستقرار والامن وخاصة في سوريا مما يجعل تواجد القوات الامريكية امر غير مرغوب فيه ، بل انه موضع ريبة وشكوك لما تريده الولايات المتحدة لما تخطط له في هذه المنطقة . لذلك فعلى الحكومة العراقية اتخاذ موقف حازم تجاه التواجد المكثف لهذه القوات وتقليص عدد هذه القواعد بشكل تدريجي ، وسحب الجنود الذين انتفت الحاجة لوجودهم وتقليص اعدادهم تمهيدا للانسحاب الكامل من الاراضي العراقية . وذلك لان العراقيين اصبحوا ينظرون الى التواجد الامريكي على انه قوة احتلال وليس قوة سلام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك