المقالات

وريقة تحكي مظالم إخوتي ومراحمي

1744 2018-12-29

كاظم الخطيب

 

نزيف من الكلمات، وعصف من العبارات، شخصت لناظري، ما بين بعض من سطور وريقة؛ وجدتها قد ألقيت في قارعة الطريق.. أسقطها- سهواً- جريح مشاعر مثلي، أو أنها قد القيت عمداً وزهداً، من دعاة الجهل ، أو بعض الرفاق.

وريقة كأنها حمراء.. تقطر من دماء نحورنا، قد شابها صدأ كأنه أبواب زنزانة؛ كانت لنا وطن بأيام البلاء.

خفت إليها بالخطى قدمي، وإمتدت لها يدي، وتطاولت حتى يخيل لي بأنها تجاوزت حدود قوامها المعتاد، قصدت تناول ما حوى هويتي، ألمي، شجني، ألقي، رفعت تأريخي المدمى بكاهل مثقل، ينوء بما من شانه هد الجبال تحملاً.

تراقصت عيني على كلماتها ألماً، وإغرورقت بالدمع عند سطور طفولتي، فتوتي، شبابي، رجولتي، هرمي، وإذا بي أسمعني مرتلاً..

أنا ثائر يا سيدي

وضمير شعبي يرتديني

في دهاليز المنافي

ثوب نخل أو هوية

أنا غيمة جفت هنا

ومراضبي اللائي روت

من صدر إم زينبية

أنا من دموع سكينة اللاتي بكت

لا من خطايا المجدلية.

لم أستطع أن أكمل تلاوتي، لتزاحم بنات عيوني االلاتي تجمهرت خلف أسوار الجفون، ولم تسقط أياً منهن؛ خوفاً من أعين الشامتين، تمالكت نفسي، وعدت بكل ما أوتيت من شغف، لإكمل فصولاً قد روت ملاحمي، وترجمت صبري على مظالم إخوتي.

أزف الشباب إلى الفراق

خارت قواي

"كل الرجال القادمين إلي من جسر

المدينة

أورثوني موتهم

ونعوا سواي"

إني العراق وكنيتي كانت بلاد

إني النخيل وقصتي إسطورة

خطت على موج الخليج على شراع

السندباد

أرضي تقول

سقطت بقارعة النزيف مآذني

وشموس نافذة الصغار

سقط الجدار على النهار

كبرت يتامانا أبي

هرمت شناشيل الزقاق

إني أقول

آه عراق

فاضت رؤاك على ضميري ياعراق.

أطرقت متأملاً حالي مع إخوتي، وضميري يردد مقولة من نور آل محمد- عليه وعليهم أفضل الصلوات- نصها( القدرة تظهر محمود الخصال ومذمومها)، وإذا بي أقلب صفحات الماضي؛ حين كان إخوتي هم القادرون.

قارنتها بصفحات يومي وحاضري معهم، فوجدتها لا تكاد تختلف عنها بشيء؛ بل إنها قد زيد عليها قسوة، وشراسة وشذوذاً.

في حال قدرة إخوتي، قد أبعدوني، همشوني، ولم أجد من خصالهم محموداً، ولم أك في حسابهم موجوداً، فقد سفكوا دمي، وهتكوا حرمي، وصادروا هويتي، وقيدوا حريتي، وجندوني عبثاً، أقتل في نفسي وفي جيراني.

اليوم وفي حال قدرتي، قدمت لهم من محمود الخصال؛ ما عجز أن يقدمه لي إخوتي- سابقاً- أو يجازوا معوفي بهم –لاحقاً- فقد عمرت موائدهم من خيراتي، وأمنت ديارهم على حساب سلامتي.

نزفت وما زلت أنزف، نزيفاً من النفط ونزيفاً من الدماء، وهم يصرخون جائعون، مهمشون، مهجرون.. إستعانوا بالغريب؛ الذي هتك أعراضهم، وإستباح دمائهم، وإستنجدوا؛ بالذئاب التي نهشت لحومهم، وإستهانوا بدمائي الزاكيات،التي سالت وما زالت؛ في سبيل سلامتهم، وحفظ كرامتهم، التي كانوا فيها من الزاهدين.

لا لشيء إلا لأني قد قدرت.. أو لأني قد نطقت بما يعد شركاً أو ظلالة، ناديتهم.. يا إخوتي، فأعلنوا رفض معنى الإخوة الذي طرحته كإخوة، بل أرادوها مكابرة وسطوة.

إنتبهت من حالة تأملي، وعدت إلى وريقتي، وهي تقول..

قم ننتصر

يا سيدي أوما كفى؟

فالليل ليل حيثما رقد العراق على

الأسى

فإسحق مسافات الحدود

وإنشر مدارات الرصاص بكل

ناحية لنا.....

فإسرج مصابيح الرماح على

السرى

وإهدم عروشهم بنعليك التي بليت

هنا

ثم إخلع النعلين فوق رتاجهم

إني بوادي الطف والحزن المقدس بالعراق طوى.

وقرأت في ذيل الوريقة، إسم شاعر قصتي وشريك محنتي منذ الأزل(عامر ملا عيدي) مترجماً حالي وحال الخيرين، من حشد، وجيش، وكل الهاتفين كفاك موتاً ياعراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك