المقالات

أصفار ولكنهم كل شيء!..

1919 2018-12-29

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

مرة خرج أحد سلاطين أيام زمان؛ مع مجموعة من وزراءه المقربين في رحلة صيد، وأراد أن يثبت لهم بأنه صياد ماهر، فأمرهم بأن يطلقون سهامهم، على سرب من البط قبله، وهكذا كلما خرج سهم من قوس وزير، أصاب بطة سمينة؛ إلا أنه وعندما جاء دور السلطان، أطلق سهمه فطاش بعيداً، وطارت البطة سعيدة بنجاتها! وهنا نظر الوزراء إلى بعضهم بعضا، ثم قالوا في نفس واحد:«سبحان من خلق، البطة تطير وهي ميتة»!..

عندما تنقلب الموازين، يخلد صناع الفكر والرأي إلى اليأس والاكتئاب، ولا يبقى في واجهة المشهد إلا من قيمتهم أصفار (الأصفار جمع صفر)، ومع ذلك تسيدوه! هم صفر في القدرة على الإبداع والتجديد، صفر في القدرة علي خلق مناخ صحي نعيش فيه، صفر في لغة الخطاب السياسي، صفر في لغة المعارضة..صفر..صفر..صفر في كل شيء، ومع ذلك هم كل شيء..

ها هو العراق يسيطر عليه الأدعياء في شتى المجالات، في زمن عنوانه الجهل والسرقة والتزوير، والنتيجة هيمنة اللصوص وأرباع الموهوبين، يتاجرون بالعراق واسم العراق ومستقبله، ولا أحد يرى غير نفسه، بضمنهم من كان له تأريخ فخسره، خلال الأحد عشر عاما المنصرمة، بسبب إنغماسه في حومة السلطان وإمتيازاته!

الشهرة والمنزلة اليوم؛ من نصيب المهرجين والمتآمرين، ولصوص الأفكار وحاملي المباخر والمجامر...عدتهم هي هي، عدة أمثالهم من سالف الزمان..فساد وجهل، تلوث ورشوة وسرقة، قلب للحقائق وتنكيل بالبسطاء، وقسوة على من لا ظهر له، وضحك على ذقون الآخرين.

لقد بنينا شبه دولة، لا أحد فيها وصل لمقعده عن كفاءة واستحقاق، ولا نظام في طريقة إدارتها ولا خطة مستقبلية لها، ولا طموح للعاملين فيها سوى الحفاظ علي مقاعدهم، أما طرقاتها الضيقة فهي مملوءة بالـ "سختچية"، من آكلي العيش بالفهلوة والسرقة والسمسرة، وتخليص المصالح ولي عنق القانون تحت عنوان دولة القانون!

شبه دولة؛ لا مكان فيها للشرفاء، فحال الشرفاء فيها مثل حال موظفي شركة قطاع عام خاسرة بسبب سوء الإدارة، كلما ظهر فيها موظف يود أن يلفت النظر للخسائر، يتم نقله للأرشيف!

كلام قبل السلام: لا صوت على صوت الجهل واللصوصية، حتى في وقت العسر الذي نحن فيه اليوم، و ثمة من ينصحون السلطان، وآخرين آخرون يسلطنون النصيحة!

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك