المقالات

تفسير لعملية الهدم الذاتي..!

1686 2018-12-27

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

يحـــكى أن ملكا أعــرجا وأعور طلب من العديد من الرسامين أن يرسموا له صورة لا تظهر عرجه وعينه العوراء، وحار الرسامون .. بكيف يرسمون الملك بساقين وعينين سليمتين !؟  ولم يستطع أي منهم أن يلبي طلب الملك الذي وعدهم بمكارم سخية إن هم حققوا ما يريد.

أحدهم كان بارعا في إلتقاط الفكرة، فأعمل فكره جيدا وتوصل الى حل للمعظلة..فرسم صورة كانت غايــة في الروعة والجمال ! ..لقد رسم صورة للملك وهو واقف، وممسك ببندقيــــة في وضعية إستعداد للصيد، وقد حنى رجله العرجاء ومغمضاً إحدى عينيه، وهــكذا بدا الملك في هذه الصورة كاملاً بلا عيــوب!..

هذه الحكاية مفيدة للبحث في فهم للتشابه غير المقصود بين مرحلتين.

ويبدو اليوم استحضار الماضي ضروريا لأخذ الدرس، ففي هاتين المرحلتين انفتح الفضاء السياسي فجأة على جميع تيارات الهواء السياسية؟ وقراءة سريعة ولكن غير متسرعة، ستكون مضادا حيويا ضد البلاهة، التي يتناول بها بعضهم الأحداث، من أثر غياب الذاكرة التاريخية.

ربما يبرر عملية المراجعة هذه أيضا، أنها أولا تفسر بشكل ما؛ جزءا من واقعنا الحالي، الذي لم يعرف كيف يخرج؛ من منطق سنوات الثمانينات وما تلاها من سنين..وهكذا تصبح حتى القراءة الموجزة للتاريخ على ضوء مستجدات الراهن أكثر من ضرورية، لكي نرى كم قطعنا من المسافة، شريطة أن لا نكون أسرى لها.

بشيء من الصراحة أتسائل: ألم يكن ضروريا وبديهيا؛ ونحن نقرع أبواب مستقبلنا السياسي، أن نهضم بكثير من النقد الذاتي، تاريخ علاقة القوى السياسية؛ المتصدرة للمشهد السياسي الراهن، ببعضها بعض قبل التغيير الكبير عام 2003..!  

كانت بداية الثمانينات ؛هي السنوات الأولى التي تضع فيها الحركات الإسلامية؛ قدمها في داخل الحراك السياسي، وكانت نتاج قمع سلطوي خانق، وتعبيرا عن الرفض لحالة انغلاق سياسي مطبق، حكم على فضاءات التعبير بالإنزواء في أقبية التنظيمات السرية.

 لكنها كانت بداية حملت أمراضها معها، لتصنع شبكة غير مرئية من الحروب الصغيرة والشخصية، بين هؤلاء الذين يؤثثون المشهد السياسي اليوم، إذ أن تلك البداية كانت هي أيضا، ذلك الرحم الذي طرح لنا نخبة اليوم، والتي تربطها علاقات سلبية متجذرة في الماضي؛ ما أستطاعت أن تنفك منها، وكانت تعبيرات تلك العلاقات السلبية متنوعة، بين خلافات أيديولوجية وعقيدية عميقة، الى مشادات ومعارك شخصية..

جيل الحاضر لا يستطيع إيجاد تفسير، لكثير من المشاحنات الآن بين القادة السياسيين، والتي تدور أمام أعين أبناء هذا الجيل، وبعضها على شاشات الفضائيات؛ وأتسائل أيضا عن الغول الذي يشدنا الى الخلف، الى درجة اننا حين نلتفت إلى الخلف، سنجد أن تلك الخلافات لا تبعد عنا الا قليلا رغم الفارق الزمني لأكثر من ثلاثين عاما.

كلام قبل السلام: ألا يمكن القول أننا مازلنا في بداية الثمانينات، لولا قواعد اللعبة السياسية الجديدة وقشرة الوسائل الاتصال الحديثة..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك