المقالات

كريمة الدارين نفيسة بنت الحسن

2610 2018-12-25

نساء عاصرن الأئمة وعشنَ أبداً/37

أمل الياسري


تعرض البيت العلوي بعد إستشهاد النبي محمد (صلواته تعالى عليه وعلى آله)، الى كثير من المحن والمصائب، لكنهم لم يرحلوا عن مدينة جدهم المنورة إلا قسراً، لأداء مهامهم الرسالية، في الحفاظ على الإسلام، وحقناً لدماء المسلمين، وقد دافعوا عن الدين الإسلامي، بكل ما أوتوا من قوة وحكمة، قائمة على الموعظة، والصبر، والتسامح، فما زادهم ذلك إلا علواً وإرتفاعاً، وما زاد عدوهم إلا إنكساراً وإنتكاساً، وأهل البيت (عليهم السلام) لا يوجد فرق بين رجالهم ونسائهم، فهم ذرية بعضها من بعض. 
والدها السيد الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، وأمها السيدة زينب بنت الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وزوجها هو إسحاق المؤتمن بن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، أمضت أيام عمرها محبة للعلم متفقهة فيه، صائمة نهارها، عابدة ليلها، غير مفارقة للحرم النبوي الشريف، منذ ولادتها في (11 ربيع الأول عام 145 للهجرة) سميت (نفيسة العلم) لكثرة تعبدها وعلمها، إنها السيدة نفيسة بنت الحسن، بن زيد بن الإمام الحسن (عليه السلام).
السيدة نفيسة كانت من أفضل نساء عصرها، هاجرت الى مصر، لأن عائلتها تعرضت الى ضغوط شديدة، خاصة وأنها عاصرت الأئمة، (محمد الباقر وجعفر الصادق عليهما السلام) من قبل بني أمية، الذين كانوا في صراع على السلطة مع العباسيين حينها، وذات يوم رأى زوجها السيد إسحاق المؤتمن، النبي محمد (صلواته تعالى عليه وعلى آله) في المنام، فقال له: (يا إسحاق لا تعارض أهل مصر في نفيسة، فإن الرحمة تتنزل عليهم ببركتها)، لذا إستقروا في مصر، فكانت موئل الكرم، والعلم، والعفاف.
كرامات هذه السيدة الطاهرة كثيرة، فيروى أن إبنة لأم يهودية كانت مشلولة، وهي جارة لها فأعطتها بعض ماء وضوئها، فمسحت به على قدمي بنتها، وفي اليوم التالي، جاءت البنت لوالدتها لتوقظها من النوم، فلم تصدق ما رأت، وأسلمت تلك العائلة على يدها، كما يروى أن النيل قد شح ماؤه، فحضر الناس اليها شاكين ما حصل، فدفعت بقناعها إليهم وقالت:إلقوه في النهر، فزاد الماء حتى بلغ به المنافع، وليس غريباً فشأنها شأن أهل بيتها الأطهار (عليهم السلام).
سميت السيدة نفيسة بإسم (كريمة الدارين)، فأبوها كان كريماً جداً، وكذلك جدها الإمام الحسن الزكي، الذي لُقب بكريم آل البيت (عليهم السلام)، وهي العزيزة بين أهلها من جهتي الأم والأب، وقد حجت (30) حجة ماشية، وحفرت قبرها بيدها، وصارت كل ليلة تنزل إليه، لتقرأ القرآن فيه وختمته (6000) ختمة، فلما توفيت عام (205) للهجرة، وفد الناس من كل البلاد، وسمع البكاء في جميع أنحائها، فسلام عليكِ أيتها النفيسة، يوم ولدتِ، ويوم متِ، ويوم تبعثين حية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك