المقالات

ناسور في مؤخرة حزب..!

2015 2018-12-24

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

السياسة كالعملة، بوجهين، وجه يعنى بالشأن النظري، والوجه الثاني يهتم بتطبيقاتها..السياسة بالأساس مشروع، يتحول بالتطبيق الى إنجاز.

في سوق التبادل السلعي، القائم على قاعدة النقود مقابل البضائع، يجري رفض العملة التي مُسِحَ أحد وجهيها من قبل الباعة، وبذلك يخسر المشتري قيمتها.

تفقد السياسة معناها؛ عندما يغيب أي من عنصريها (النظرية والتطبيق)، لأن السياسة عبارة عن مدخلات ومحرجات،المدخلات هي الأطر التنظيرية، والمخرجات هي التطبيقات.

إذا بقيت السياسة بحدود الأطر التنظيرية، تتحول الى ثقافة سياسية، وإذا أقتصرت على الممارسة التي لا تستند الى أطار تنظيري، تحولت الى فوضى، وهذا هو ما نعيشه فالـ (زعامات) السياسية لدينا، تتعامل بوجه واحد فقط من وجهي العملة، إذ أقتصر مفهوم السياسة لديها؛ على الممارسة المدعمة بسيادة تفكير التغالب.

التغالب نفسه يحتاج أيضا الى تدعيم، ولذلك يرفع الساسة شعارات مرتبكة؛ ومربكة في آن واحد، والشعار يحتاج الى مفاهيمية، التي تغيب هي الأخرى في معظم الأوقات، وغياب المفهوم يؤدي الى فشل المنجز، ولذلك وبمراجعة بسيطة لما أنجزه ساستنا، نجد أنهم لم ينجزوا شيئا أكبر من الفشل!

فمن لا يمتلك رؤية ولا مشروع، ويرفع شعارات يجهل حتى معناها، ولا يتوفر على خطة عملية لإنجازها، ولا يستطيع تشغيل خياله؛ للتفكير في الأساليب التي تنسجم مع طبيعة مرحلته، بما يكفل تحويل الشعار الى واقع، لا ينجز بالحقيقة شيئا أكبر من الفشل!

لأن المفاهيمية غائبة عن رؤوس الساسة، ولأنهم لا يفكرون ولا يريدون أن يفكروا؛ أو يتعبوا أنفسهم بالتفكير، فإنهم يخافون الثقافة والمثقفين، ويسعون لإبعادهم، تجنبا من أن يبدون أقزاما أمامهم، ولذلك تفتقد معظم القوى السياسية العراقية، الى وجود مفكرين في قياداتها، وحتى في صفوفها الثانية أو الثالثة، ومن يكتشفون وجوده في تلك الصفوف، يسارعون الى إبعاده؛ تحت أي ذريعة تتوصل اليها رؤوسهم الفارغة!

نفور الساسة من الفكر والتفكير، مشكلة عصية حولتهم الى أشباه أميين، والمحصلة خطيرة جدا، لأن من لا يفكر؛ سيكون عدوا طبيعيا للفكر والمفكرين، وتؤكد هذه المحصلة الخطيرة، على أستحكام الرغبة بإلغاء العقل، وإستبعاد العقلنة والشفافية والقيم النبيلة، والمُخرَج النهائي لهكذا واقع؛ هو سيادة الجهل والفساد..

ونظرا لافتقار كثير من الأحزاب والساسة؛ لمشروع فكري وعجزها عن الفعل، فقد جرى إستبعاد صناع الرأي، وفتحت الأبواب لقيادات وهمية، وهو موضوع كبير سأتناوله بجرأة في قابل الأيام، وربما سأتعرض بسببه لمشكلات ومواجهات، سأكون الرابح فيها بالتأكيد!

هذه القيادات الوهمية؛ تعج بها اليوم مكاتب الأحزاب والقوى السياسية، وهي من حيث طبيعتها، تتعارض مع المفهوم الحديث للحزب، فضلا عن أن مثل هكذا قيادات وهمية، لا تقبل بالديمقراطية، لأن الغطاء الحزبي لديهم، ليس إلآ وسيلة للحصول على الامتيازات، وفي أفضل توصيف لهم، فإنه يمثلون ناسورا في مؤخرة تلك الأحزاب..!

كلام قبل السلام: أحيانا أصارع نفسي بجنون؛ ولكن عقلي ينتصر في النهاية..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك