المقالات

طفلة وقلادة ...!! 


أحمد لعيبي

في طريق ملئته الحفر والمطبات حيث معسكر سبايكر وصلنا بعد الظهر وكان الجوع قد بدأ يصفع بنا من جهة والهاونات تصفع بنا من جهة اخرى ولا شيء من الطعام في الارض او في النهر او في السماء فالارض محروقة والنهر مختلط بالطين والدم والسماء خالية من اي شي سوى سحب الدخان الكثيف ..واذا يمر امامي شاب يركض وبيده رشاش وهو يقول تعال وراي اكو قنص ودخلنا في ممر طويل في نهايته شباك يطل على النهر وجلسنا اسفل الشباك ثم اخرج من جيبه قلادة مقطوعة وبدأ بإصلاح الجزء المقطوع فيها ولكنها لم تصلح ثم اخرج من جيبه بسكويت وكان وقتها يعادل القوزي 
ووضعه بيدي وقال لي هذا الموجود ..
تناولت البسكويت الذي كان يشبه مائدة سماوية حينها وبقي صاحبي مهتمآ لموضوع القلادة التي لم يستطع اصلاحها ثم خرجنا من ذلك الممر وظل صاحبي يبحث في الارض عن شئ معين..
رادوني الفضول لمعرفة المزيد عن تلك القلادة فقال لي وهو يتحسر(خويه اول امس التحقت من البيت واعترضني الصغار رافضين ذهابي للجبهة وكان يومها عيد ميلاد بنتي التي اشتريت لها هذه القلادة وعندما اصررت على الذهاب ارجعت هي القلادة وارجع اخوها قطع الحلوى والبسكويت الذي اعطيتك منه وخاصموني ..
وكان الاخوة بانتظاري للاتحاق فتركتهم ووضعت الحلوى والقلادة بيدي وجئت للجبهة واتصلت بامهم والى الان لم يكلموني والصغيرة تقول لأمها (اني ما اريد اصير بدون بابا مثل صديقتي كلما يكولولها وين ولي امرك تكلهم شهيد وتبجي )!!
خويه الزغيرة تخاف من اليتم ومردت كلبي وتدري اني خلصت من الموت قبل شوية لو ما زلكت بالطينه ووكعت كان طلقة القناص اجت بكصتي..
رن هاتف صاحبي وقال لي انها زوجته ..ذهب بعيدا عني للكلام معها وبدا عليه الانفعال من بعيد ..
ثم رجع وقال لي الطفلة ما ماكلة ولا ترضى تاكل واني حاير بزماني ..
استحي انزل لأهلي والهجوم شوفة عينك ..
والبت راح تموت من البجي والجوع وامها تكول حتى ترجف...
علا صوت الرصاص وجاءت همر صعد بها صاحبي واني توجهت مع بعض الاخوة صوب الجامعة وبعدها ذهبنا لسامراء وعدنا بعد ثلاثة ايام ..
وسألت عن صاحبي لاني فتشت عليه ولم اجده وكنت اخشى ان يكون شهيدآ..
وقال لي احد رفاقه اننا اخذناه في واجب وسنأخذه للبيت بهدوء لان ابنته الصغيرة قد ماتت ولم نستطع اخباره مباشرة...!!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك