المقالات

الهنود الحمر والتغول السياسي..!

2011 2018-12-20

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

تشترك معظم القوى السياسية العراقية؛ بمزية غياب الرؤية السياسية الوطنية لديها، وإفتقارها الى التصميم والعزم، والقدرة على التعامل مع التحديات، والأزمات السياسية والاجتماعية والثقافية من منظور وطني.

هذا ليس حكما جزافيا؛ أملته إعتبارات اللحظة الراهنة وتداعياتها، بقدر ما هو محصلة طبيعية لأداء تلك القوى، طيلة السنوات الخمسة عشر المنصرمة؛ التي أعقبت زوال نظام صدام..

خلال السنوات التي مضت من عمر التغيير العراقي الكبير، نواجه اليوم تحديًا جديدا، يحاول تدمير ما نحاول بناءه، يتمثل بظاهرة التغول السياسي على سائر العراقيين.

تعمل أطراف عدة على محور تدميرنا، وكلٌ له دوره، ولم يعد سرا أن جهات دولية وعربية وإقليمية؛ حولت بلادنا الى ساحة إحتراب بأدوات عراقية، وتشارك تلك الجهات في مخطط غير متفق عليه، لكن نتيجته أن الكل يعمل على خط التآمر؛ على وحدتنا واستقرارنا وثرواتنا.

لقد أشترك بعض الساسة، في لعبة التدمير بطريقة فجة فاضحة، ففيما ثالوث التحدي السياسي والفساد والإرهاب؛ يضرب بلا هوادة، يدخل هؤلاء الساسة في هذه اللعبة، من بوابة تعطيل إكمال تشكيل الحكومة، وهم يعلمون أن كل دقيقة تمضي؛ دون أن يتم أكمال الكابينة الحكومية، يعني ضياع مزيد من فرص الإصلاح؛ الذي يمثل أملا وطنيا عاما، وليس عنوانا لجماعة سياسية بعينها فقط.

معنى هذا أننا إزاء مشكلة خطيرة جدا، تتمثل بإن عنصرا مهما؛ من عناصر بناء مستقبلنا، يعاني من خلل يصعب تداركه، فغياب الرؤية السياسية الوطنية، لا يمكن تعويضه بدروس يتلقاها السياسي، أو من خلال تمرينه وتدريبه؛ بمعاهد وورش التدريب الأمريكية والغربية، التي غزت ساحتنا السياسية، كما لا يمكن صناعته على شكل حزمة من المغريات، تقدمها الدولة لهذا الطرف أو ذك، بغية إستمالته الى الصف الوطني..

كل هذا لا يصنع ساسة يمتلكون رؤية وطنية سليمة، ما لم يكونوا هم أنفسهم وطنيون، يسري الوطن كقضية في عروقهم..ساسة بمثل هذه المواصفة قليلون جدا، والمتوفر منهم مكبل بقيود العملية السياسية، التي صممها غيرنا كي يخدم أهدافه..!

هذا خلل يكاد يكون كارثة، علينا البحث عن وسائل ذاتية لتداركه، ويتعين أن لا يكون من بين هذه الوسائل الصمت عنه..!

إن هذا الشأن الذي نحن بصدده؛ مؤشر على أن هؤلاء؛ لا يعنيهم ما نتعرض له من تدمير ممنهج، بقدر ما تعنيهم الإستفادة من هذا الدمار؛ لصالح بناء ذواتهم، وهم بالحقيقة يتصرفون تصرف محاربي العصور الغابرة، الذين يسارعون الى سلب ملابس ضحاياهم، والإفتخار بما سلبوه، ويعدون ذلك دليلا على شجاعتهم ورجولتهم...

كلام قبل السلام: لا أعرف لِمَ تذكرت لقطة من شريط سينمائي، عن قيام محاربي الهنود الحمر، بسلخ فروة رؤوس أعدائهم؛ الذين يتمكنون من قتلهم..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك