المقالات

القنوات الفضائية تحت المجهر الاخلاقي

1445 15:57:00 2008-01-17

بقلم المهندس والاعلامي :حازم خوير

قد يكون العراق من اواخر الدول التي حصلت على تقنيات استقبال ارسال الاقمار الاصطناعية العربية والدولية للبث التلفزيوني والاذاعي ،لكنه بالتاكيد ليس الاخير ، ولكن ما يلاحظ ارتشاف اهله بشغف بالغ مناهل العديد من القنوات الفضائية التي تصب في روافد شتى لتغذي مستقبلي ارسالها بما تحتويه او تؤثر به .

ووسط شبكة المعلوماتية على شبكة الانترنيت الدولية التي هي الاخرى قد دخلت الحيز الثقافي العراقي مؤخرا ،تراود مثقفينا وعلمائنا ودعاة الخير ومصلحي المجتمع من اكادميين ومخلصين هواجس مخيفة تكاد تطبق على انفاسهم وهم يتلمسون يوما بعد اخر التحول السريع لدى الانسان العراقي وخصوصا الشباب منهم نتيجة التاثر بالمواد المسمومة وشتلات السم التي من الصعب اقتلاعها في فكرهم وثقافاتهم وعلاقاتهم الاجتماعية وصلاح انفسهم وشرفهم واعراضهم ...الى ما لا نهاية من الاساليب الوقحة التي يمكن للمخلص ان يلحظها وقد ذاب هذا العالم في مجونه وافكاره المنحرفة بعد ان نجح الكفار والمارقين من اختراق الجدار الذي يبنيه الانسان حول مجمل كيانه وكيان عائلته ومجتمعه وحول الاخرين، وذلك يشمل البشرية جمعاء، فبدا ذلك بالاعلام الموجه الذي يفجر يوما بعد اخر ينابيع الانحراف والانحطاط وتقليد الافكار الهدامة من الداخل العائلي فالمجتمعي حتى اصبحت المجتمعات مصابة باللاوعي الاخلاقي وبالمفاهيم اللامنطقية في دفاعها عن قناة فضائية معينة تارة وعن نفسها الامارة بالسوء تارة اخرى .

ولعلي اشير الى العديد من الاسئلة والملاحظات التي تخترق افكاري وانا اشاهد مادة تلفزيونية معينة ،وهي : ما اغلى تكاليف تحقيق أي حلم او اقتناء شئ ثمين او الحصول على خدمة ذات مستوى نوعي عالي ، في الوقت الذي يحصل الانسان فيه على بث تلك القنوات بابخس الاثمان ؟

وهذا التساؤل يدفعنا الى التفكير بالدول والجهات الامبريالية المتعددة الثقافات والنوايا والاهداف ، وتوجهاتها لتمويل تلك الحملة الشرسة واللااخلاقية في حربها ضد المقاييس الاخلاقية وضربها للمفاهيم والاطر الانسانية ومحاولة صب الاخيرة بقالب اخر اكثر حداثة واكثر عصرية حسب مايفهمون ، فيكون مقبولا لدى الجميع ومتاقلما ومتجانسا مع حاجات الانسان الحيوانية في كل زمان ومكان ،هذا من جهة ، ومن جهة اخرى محاولة ضرب الدين الاسلامي في الصميم ومحاولة فك وزعزعة الارتباط التكويني العبودي بين الخالق وهو الله سبحانه وبين العبد وهو الانسان الواجبة طاعته لخالقه واتباع رسله والسير على نهج ما جاؤوا به من رسالات سماوية سمحاء هدفها هداية البشر للطريق القويم وتنظيم شؤونهم ، ما يستوجب على الله جل وعلى رضاه عنهم واثابتهم على اعمالهم بفسيح جناته .ان مثل هذه الصراعات الفكرية لا يمكن النظر اليها نظرة سطحية او اهمالها، كما ان لها جذورا عميقة ومتفرعة في التاريخ تكون نابعة في اغلب الاحيان من العداء المكنون للدين الاسلامي الحنيف الذي جاء به النبي الاكرم محمد بن عبد الله (ص) وال بيته الطيبين الطاهرين (ع) .ففي الوقت الذي ينحسر الاستعمار التقليدي ويذهب ادراج الرياح تلون الاخير بالوان مختلفة بعدما اكتنز في عقول مثقفيه الغير واعين، ثقافات وامراض الامم التي استعمرت العالم قديما وتوجهاتها ورغباتها، وحللها وشخص نقاط الضعف فيها ،فبدا العمل من هذه المنطلقات الجديدة ليسيرها ويصدرها بابخس الاثمان الى عالم فقد في اغلب ازمانه وحدة الكلمة والصف وسادت مجتمعاته الفتن والمناحرات وحب الغرائز والجاه والمناصب، وسط عداء تلك التوجهات الامبريالية العالمية المعلن لائمة اهل البيت (ع) وشيعتهم الذين اختارهم الله سبحانه اولياء له في ارضه ينشرون رسل الخير والصلاح في العالم وينقذون الانسان من براثن العبودية والانحطاط والجاهلية والكفر والتخلف .

وهنا نحتاج اليوم الى يقظة واستيقاظ لكل الهمم والتوجه ببرامج اصلاح وتهذيب وكشف مدلولات واهداف تلك الاهداف الهدامة للمجتمعات ،من قبل المخلصين ودعاة الخير وائمة الجمعة والحوزات العلمية والمرجعيات الدينية ، والتوجه بحسن الكلمة واللطف الى من غرر بهم ليعودوا الى رشدهم وفتح المصحات والمراكز العلاجية النفسية لتهذيب واصلاح من قد انغمس في تلك الافكار واصبح ضحية لها ليكون فردا صالحا نشطا بناءا لاسس الخير والصلاح والاخلاق في مجتمع هو احوج ما يكون اليوم لذلك .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك