المقالات

حينما تشرق الشمس في منتصف الليل..!

2029 2018-12-17

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

لم يعد المشهد السياسي في العراق؛ يحتمل سيناريوهات متعددة، كتلك التي كان يتوقعها البسطاء من الناس، أو تلك التي يرصدها ويفسرها الخبراء والمحللون، وهي إحتمالات بمجملها في تباين شديد، يتحرك على خطوط متعرجة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار..وتنعكس نفسيا بين الاطمئنان الشديد لدى بعضهم، إلى الخوف الشديد لدى آخرين..

تسارع الأحداث في المنطقة، يشي بأن ترتيبا جديدا، يجري تنفيذه بسرعة في عموم المنطقة، لكي تلحق أمريكا الترامبية، وهي القطب القوي في العالم نفسها، قبل أن تفقد آخر قلاعها وأعني بها السعودية...

على الرغم من تجدد العمليات الأرهابية في العراق، إلا أن إحتمال أفغنتة العراق قد أنتهى الى الأبد ولم يعد مجرد التفكير به قائما، فالفترة السابقة التي أريد فيها؛ أن تضيع مقدرات الوطن بين الفوضى والدم، لإفشال أول تجربة حقيقية في تاريخ العراق؛  للانتقال إلى النظام الديمقراطي، قد أنتهت وفشلت أيضا هذه الأرادة، التي تعلمون أنها أرادة خارجيةـ، وفي اليد معطيات عدة، لكن تداعياتها هي التي أنعكست على الوضع العراقي؛ فأوصلتنا الى النتيجة الآنفة..

الأرادة الخارجية أكتشفت؛ أن مصالحها في خطر، بعد أن لعبت طويلا على صناعة الفوضى، فلجأت أولا الى إبطاء سرعة قطارات الفوضى، ثم الشروع بإيقافها ثانيا، وبعد ذلك بدأت بعكس خطوط سيرها الى الوراء..!

في سوريا ومثلما ترون؛ فإن نهاية الصراع التي كان يتوقعها صانع الفوضى، بدأت بالتحرك نحو الاتجاه المعاكس تماما، وهو اتجاه ناتج عن تخلي من كلفهم بدعم أدوات الفوضى عن أدواتهم، بسبب أنهم هم أنفسهم ايضا باتوا  يخشون خطر تلك الأدوات، وأن يحصل معهم ما يحصل في سوريا، ومثال أردوغان ليس ببعيد..

بعد فضيحة بن سلمان وقتله الخاشقجي؛ بمسرحية جرجرت المخابرات الأمريكية أقدامه اليها في أسطنبول، ها هو الكونكرس الأمريكي يصدر قرارا بوقف الدعم الأمريكي، للتحالف السعودي الذي يخوض حربا  قذرة، ضد فقراء اليمن، الذين يوشكون أن ينتصروا، إن لم يكونوا قد أنتصروا فعلا، فخرج تحالف الشر السعودي صفر اليدين من معركة الحديدة، ثم كان أن حركت أمريكا أممها المتحدة، لحفظ ما تبقى من ماء الوجه، وها هو وقف لإطلاق النار بدأ يسري!

الأمريكان لا يمكن أن يعيشوا بلا فوضى، لأنهم يعرفون أن لا وجود لهم في أي منطقة هادئة في العالم، ولذلك خلطوا مياه شرق الفرات في سوريا، ولكنهم لن يستطيعوا شرب صافيها، وها هم يدعمون دواعشهم القريبين من حدود العراق علنا، لذلك ستشتد في الأيام القادمة العمليات الأرهابية في العراق، ولكنها ستنحسر أيضا بسرعة، لأن بيئتها الحاضنة ستجد أنها تقاتل بسيوف من خشب، بعد أن تخلى صانع الفوضى عن كل أدواته أداة بعد أداة.

كلام قبل السلام: بعد غد ستشرق الشمس في منتصف الليل..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك