المقالات

ماذا ننتظر من الجسد الفيلي..!


طيب العراقي

 

كنا نقول في جميع كتاباتنا؛ التي تناولنا فيها القضية الفيلية، وما يرتبط بها من مشكلات، أن علاجاتها وحلولها ليست سهلة، ولكننا كنا نقول دائما أنها ليست عسيرة.

حلول المشكلات التي تناولنا بعضا من جوانبها في مقاربات سابقة، ليست سهلة؛ لأننا نعرف أن هناك أرادات وأجندات محلية وأقليمية ودولية، تريد إنهاء هذا الملف الوطني والدولي المعقد، ليس لصالح الفيليين انفسهم بل لصالحها ولصالح أهخدافها الخبيثة، وهي سلكت وتسلك مسالك كثيرة لتحقيق ذلك، ومعظم تلك المسالك تسببت بمشكلات جديدة للفيليين، الأمر الذي زاد من قضيتهم تعقيدا، وجعل كثير من الفيليين يقبل بالواقع الراهن، أو بأدنى الحلول وأقلها تكلفة عليهم وعلى الدولة العراقية، قنوطا وتخوفا من أن يكون القادم هو الأسوأ!

يحاول بعض المتصدين للشأن الفيلي؛ التقليل من دواعي أهمية إثارة؛ قضية الجنسية العراقية والهوية الوطنية للفيليين، ويسعى لجعلها قضية ثانوية، ليقدم عليها ألأستحقاقات الدستورية وألأنتخابية والسياسية، متناسيا أن هذه الأستحقاقات لا يمكن الأقتراب منها؛ دون أن تحسم وبشكل نهائي، مواضيع الجنسية والهوية الوطنية، وحتى لو كان عدد المتضررين الفيليين من عدم الحسم قليل، لكننا نعتقد أن بقاء مواطن فيلي واحد؛ تثار حول هويته العراقية شكوك، يشكل ثلمة في الجدار الفيلي، يتعين ردمها بشكل عاجل.

بعضهم الآخر يقلل أيضا من أهمية، إثارة مشكلات الأملاك التي أغتصبها النظام السابق، متصورا أنها تنحصر في بيت هنا أو في مصنع هناك، متغاضيا عن "موطن" فيلي شرق العراق، طوله قرابة 900 كيلومتر وبعمق يصل ال 100 كيلومتر، مع أنتشار في جميع المحافظات والمدن والقصبات العراقية، تم إقتلاعهم منه وتشريدهم؛ في كل زاوية من زوايا كرتنا الأرضية.

الذي ينساه أو يتناساه هؤلاء، أن في جميع مدن العراق، في الكوفة والنجف والحلة وكربلاء، وطويريج والسماوة والديوانية والناصرية، والحي والعزيزية والزبيدية والكوت، وشيخ سعد وعلي الغربي والعمارة، والبصرة والقرنة والعزير، فضلا عن بعقوبة والخالص وجميع أرجاء محافظة ديالى ، كانت هناك أحياء يسكنها الفيليين، تحمل جميعها أسم "حي الأكراد"، أضافة الى انهم كان لهم وجود واسع جدا في العاصمة بغداد، في الكرادة والكاظمية وجميلة وفلسطين والوزيرية، ومركز بغداد القديمة بكرخها ورصافتها، فهل لهؤلاء المتناسين أو الناسين ،أن يخبرنوا أين آل الزمان بالفيليين؛ الذين كانوا وجودا مزدهرا ينبض بالحياة؟!

إن سقف المطالب المتعلقة بالقضية الفيلية؛ والتي نثيرها في مقارباتنا ليس عاليا، بل هو واقعي لا يجانب الحقيقة ولو بقيد أنملة، ليس لأننا لا نستطيع المزايدة برفع سقف المطالب، في عملية الحصول عليهأ، بل لأن القضية أرث تاريخي لأمة مظلومة، وهذا الأرث له أبعاده القانونية التي لا يمكن التلاعب بها.

نعم لايجب حصر المطالب بقصة أو قصتين، لأن المشكلات عميقة جدا، وهي تحتاج الى جهد وطني فيلي، منظم وواسع وكبير، لكننا نرمي في أغلب الأحوال حصاة في بركة راكدة!

البركة الراكدة؛ يجب أن يحركها معنا رجال القضية وقادتها، وليس من سبيل الى ذلك، سوى بعمل فيلي موحد منظم ومعد له إعدادا دقيقا، وهذا ما نعمل عليه ليل نهار، مع باقي أعضاء الجسد الفيلي، الذي يحسبونه مريضا، مع أنه اليوم بكامل عافيته!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك