المقالات

العشائر الفيلية؛ نهار مشرق بالأمل لا بالألم..!


طيب العراقي

 

غب نشرنا مقالنا الموسوم (العشائر الفيلية؛ أعيدوا لنا ارضنا المسلوبة..!) والذي نشرناه بتاريخ15/12/2018،الرابطhttp://burathanews.com/arabic/articles/342168 , تلقينا سيلا من الثناءات والتأييدات والأستحسانات لما ورد فيه، ولمسنا أنه أسهم بتحريك أجواء قضيتنا ومظلوميتنا التأريخية.

الحقيقة أن الثناء والأستحسان والتأييد لم يكن مرامنا، من نشر سلسلة مقالات تعنى بقضية الأمة الفيلية، وإن كانت مندوبة ومطلوبة بحد ذاتها، لكن الهدف أبعد منها بكثير، وهي إن شكلت شيئا، فإنها ليست أكثر من عوامل مساعدة، لما يتعين القيام به من خطوات.

بدءا لا بد من أن نقرر حقيقة؛ يفترض أن نلامسها بشكل واقعي، وهي أن مهمة إنتزاع حقوق الفيليين المغصوبة، وإستعادتهم لدورهم  كبناة أصلاء للعراق، بكل إمتداده التأريخي العميق، ليست باليسيرة، ولكنها ليست عسيرة بالوقت نفسه، إذا ما توفرت الأرادات المخلصة النزيهة، التي لا تسعى لتوظيف الألم الفيلي، لصالح الأنا والمصالح الخاصة.

أستثمار الألم الفيلي، من قبل زعامات فيلية لخدمة الأهداف الشخصة، كان مرضا مرافقا لقضية الفيليين، وساهم مساهمة سيئة؛ في تفاقم الهموم والإبتلاءات، وتسبب في تعميق الجراحات، فضلا عن أنه أعطى صورة قبيحة، عن كثير من المتصدين الفيليين، من المنخرطين بالحقلين الأجتماعي والسياسي، من الذين حولوا أضلاع الفيليين، الى قناطر للعبور والوصول الى مآربهم الذاتية.

إن المهمة التي هي ليست يسيرة؛ ولكنها ليست عسيرة، تتمثل بتجرد الزعامات الفيلية من أدران ما وصفناه بأنه صورة قبيحة، وأن يسارعوا للإستجابة الى نداء الحق التأريخي، يتصدون وفقا لخطة يضعونها هم بأنفسهم، يتدارسون مفرداتها تفصيليا، من كافة الجوانب، منظمين أحوالهم ووضعهم، بمنظومة عشائرية وقبائلية مناطقية، على شكل كتل مناطقية، ترتبط فيما بينها بالنهاية؛ مكونة "كتلة فيلية موحدة"، وسنشهد معا نتيجة مدهشة، وهي أن الأرض ستهتز، بمجرد أن تعلن هذه "الكتلة" عن نفسها.

المطلوب من زعماء الفيليين؛ أولئك الذين يحملون الهم الفيلي بشكل حقيقي، خصوصا رؤساء العشائر والقبائل والبيوتات، ومعهم الشخصيات التي تتوفر على بعد ميداني، وعلى قدرات قيادية وأدارية وأجتماعية، في أوساط المجتمع الفيلي، والتي تمتلك إرادة العطاء، وقدرات التفكير السليم، والتخطيط العلمي، والرؤى الناهضة، أن يرسموا خارطة طريق واضحة محددة المعالم، للخروج من المأزق الفيلي، الذي تسعى قوى وإرادات كثيرة محلية وخارجية، لطمس معالم قضيتهم، وتحويل الفيليين الى شتات دائم، تمهيدا لإذابة هذه الأمة العريقة، وجعلها هي وآلامها ووجودها نسيا منسيا.

أملنا كبير بأن يتناخى قادة الأمة الفيلية، وأن ينهضوا بشكل عاجل، لمقارعة الباطل، وأن يستلوا مواشق الحق، وأن يحرقوا ذواتهم شموعا، لأضاءة ليل الفيليين الذي طال كثيرا.

إننا لا يجب أن نغادر الدنيا، ونترك ورائنا أولادنا وأحفادنا، يلعنوننا ليلا ومساءا، لأننا لم نفعل شيئا للمحافظة على هويتهم، ولم نقدم من أنفسنا بما فيه الكفاية، لمعالجة جراحهم.

إن أنين العجائز الفيليات من أمهاتنا وأخواتنا، اللائي عبرن حقول الألغام البعثية في ثمانينات القرن الفائت، ما يزال يتردد صداه في ديارنا التي صارت خرائب، هذا الأنين الذي اسمعه وأنا أكتب هذه السطور، ينتزعني من نفسي، ويدعوني معكم، لأن نرص صفوفنا من أجل نهار فيلي مشرق بالأمل، لا بليل مترع بالألم..!

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك