المقالات

رسالة حروفها ميتة ..!!

1827 2018-12-15

احمد لعيبي

 

قبل عام ٢٠١٠ بأيام كنت في دورة اكاديمية اعداد القادة في اربيل وهي فرصة لتلاقي السنه والشيعه والكرد تحت مظلة التعليم بعد ان عجزت بغداد عن احتظان هكذا فعاليات في ظل الطائفية المقيته وكانت الدورة عبارة عن ٢١يوم بمعدل سبعة ايام كل شهرين وفي يوم التخرج كان على كل شخص ان يتكلم قليلا فكان المتحدث الاول من مؤسسة اسلامية شيعية والثاني سنية وكان في بادئ الأمر يصلي المتكلم على محمد وآل محمد قبل الحديث فما كان الا من بعض الاخوة الكرد ومن معهم من مؤسسات الا ان يضحكوا ويتكلمون فيما بينهم بلغة الاستهزاء ووصل الكلام ببعضهم الى التخوين والاتهام واثاروا بعض الضجة المفتعلة كان مدير الاكاديمية يبتسم مكرهآ ويحاول احتواء الموقف لكن دون جدوى ووصل الكلام الى احد الكرد فقال نحن ونحن والامن والامان والتضحية والفداء ووو

ثم انتقل الكلام الي بعد ان صفق الجميع للاخ الذي ادعى النضال والجهاد واتهم الاخرين بالتخوين والسكوت على نظام صدام ..

امسكت مكبر الصوت بيدي قبل ان اشرع بالكلام وقلت لهم جميعا اتمنى ان نقرأ سورة الفاتحة الى ارواح شهداء حلبجة والانتفاضة الشعبانية مسبوقة بالصلاة على اي نبي او شخص ترونه مناسبا شريطة ان لا تضحكوا ...

ثم قلت وانا اقف قبل الفاتحة(من انتم ..اي قادة واي شباب واي شركاء واي امن واي امان واي وحدة تتكلمون عنها..الم تستحوا من شهداء حلبجة ..الم تخجلوا من بكاء امهاتنا الجنوبيات ..الم تجمعنا بكم احواض التيزاب والكراسي الكهربائية والتهجير ونكرة السلمان ...من انتم كي تخوننا ونحن على ارضنا وبين اهلنا ولنا جمهور في الجنوب والوسط شهدائه اكبر من افواهمكم وانتم تضحكون ..

اذا كانت اربيل آمنه فبفضل دم بغداد ودموع الانبار وجرح الناصرية ..

يؤسفني انكم تضحكون على جراح شهدائكم وشهدائنا ..

متى سنبني الوطن والجميع يضحك على فقرائه وشركائه في الوطن ..

تركت القاعة وغادرتها بعد ان خيم صمت على الحاضرين ولم يتكلم احد منهم ولحق بي مدير الاكاديمية عند مصعد البناية وهو يقول لي انه تصرف غير مسؤول ..

فقلت له عندما يحترم الاخرون وجودنا ولا يتلاعبون بمشاعرنا ودماء شهدائنا ستجمعنا جلسة اما ان يستهزئ الاخرون فلن نقبل هذا

وصدقني دماء ودموع الفقراء والمكاريد ستغرق الجميع الذي يلعبون بالشارع والشرع ..

خرجت للفندق وحيدا وانا ابكي بصمت ..

اي اناس هؤلاء يارب ..اي بلاء هذا الذي وقع فيه العراق واهله ..اي زمرة حرامية ابتلينا بيهم كي نقاسي الامرين ..

عندما الصباح وانا احزم حقيبتي طرقت باب غرفتي وكان موظف في الفندق يخبرني ان وفدآ كبيرا رفيعا في القاعة الكبرى بالفندق يريدني ..

نزلت وحقيبتي بيدي وكان شخصية كبيرة كردية واخرى سنية ليبرالية واخرى شيعيه كبيرة لكنها لا تحل ولا تربط ..

قدموا اعتذارا عن ما بدر في قاعة الاكاديمية ..

فقلت لأحدهم ...يبدو ان كل شي في العراق قائم على حرق الشارع والفقراء واهانتهم ومن ثم تنتهي ب( بوس اخوك )وتنتهي المسألة..

اعتذروا للشهداء الكرد والشيعة والسنه بطريقتكم التي يصل بها الاعتذار وانا ليس لدي اي شي تجاهكم ..

فقال احدهم ..احنه قابل كايليلهم يستشهدون ..!!

ويبدو ان الامر اليوم كذلك ..

كل يدعي الوصل بالله ..لكن الله لا يعرف احدا منهم سوى الشهداء ..!!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك