المقالات

بإنتظارعقاب الشعب..!

2097 2018-12-13

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

يبدو أن ساسة العراق أدمنوا لعبة وزارتي الدفاع والداخلية، فهو مفارقة تتكرر دائما في كل تشكيلة وزارية، منذ أن أنعم الخالق جل في علاه، على ساسة الغفلة بنعمة إعتلاء ظهورنا، فها قد مضى قرابة شهرين على حكومة السيد عادل عبد المهدي؛ وهي بلا وزيرين للدفاع والداخلية، وهي حالة ربما الأندر؛ بين حكومات دول الكرة الأرضية قاطبة، ويبدو أن الوقت سيطول، كي يرى المواطن العراقي، أن الساسة قد حسموا هذا الموضوع!

من الواضح أن الساسة ليسوا مستعجلين لحل هذه العقدة، لأنهم يرون أن البلد يعيش في بحبوحة من الأمن والأمان، ولذلك فإنه ليس بحاجة الى وزارة للداخلية أساسا، ومن الأفضل إستبدالها بوزارة للرفاه، كما فعلت دولة الأمارات العربية المتحد!

ساستنا يعتقدون أيضا أن العراق ليس له أعداء خارجيين، لأن جميع جيرانه "حبابين" وودودين وطيبين جدا، والأمن الأقليمي مستتب، وأن الجماعات الأرهابية رحلت طوعا الى الأمازون، لذلك فإننا لسنا بحاجة الى وزارة للدفاع، ومن المتعين إستبدالها بوزارة لتنظيم أمور التزلج على الطين، خصوصا بعد موجة الأمطار الجميلة!

 بعض المتابعين يرون أن الأربع سنوات القادمة؛ وهي عمر الحكومة الحالية الأفتراضي، ستنقضي دون إستيزار وزراء اصيلين لكلتا الوزارتين، وستمضي السنوات إياها على وزارة الداخلية، كما مضت فترة المالكي الثانية، عندما بقت وزارة الداخلية بلا وزير أصيل، وكان فيها المالكي هو وزير الداخلية اسما، لكن وكيل الوزارة الأقدم، وكان في حينها السيد عدنان الأسدي، وهو أحد "خبراء" الأمن الدعوجية هو الوزير الفعلي، وهذه المرة سيكون السيد عقيل الطريحي، وهو الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية الحالي، ويرا فعليا، مع العرض أن الرجل طبيب!

 آخرون من المتابعين يعتقدون، أن إنفراط عقد الحكومة ونهايتها قبل إنتهاء أربع سنوات، سيحصل حتما بسبب تأخر تسمية ويري الداخلية والدفاع، وبعض هؤلاء المتابعين، وهم المتشائلون إن صح الوصف، يعطي أجلا ربما خلال ستة أشهر قادمة ، وستذهب الحكومة بعدها أو أثنائها الى قير، بعد أن وضعها قادة الكتل السياسية في مهب الريح!

الموضوع يعكس شيئا آخر؛ ربما يدركه بعض المتابعين الحصفاء، لكنه يفوت على الساسة بالتأكيد، لأنهم ليسوا كذلك مع الأسف!

فوات الأنعكاس السلبي؛ لبقاء اهم وزارتين في الدولة؛ بلا وزراء لفترة طويلة، يعني أن مستوى وعي السياسيين؛ بما ينتظره منهم الشعب قليل، وأنهم ليسوا مستعجلين لأن يسيروا بسفينتهم الى أمام، وما زالت مصالحهم ومصالح أحزابهم وأسرهم، أهم من مصالح الشعب.

خير دليل على ذلك؛ تركهم حزمة ضخمة من مشاريع القوانين على الرفوف، مثل تشريع قانون النفط والغاز وقانون رصين للأنتخابات، يتجاوز القانون الحالي الذي تم تفصيله على مقاس الأحزاب، وصار همهم التغلغل في مفاصل الدولة، ومصادرة حقوق المواطنين في التوظيف، لصالح أقربائهم ومحاسيبهم ومحازيبهم، كما حصل في تربية ذي قار، أهم بكثير من أمن العراق واستقراره.

الحقيقة أنه حتى لو نجح الساسة، في تجاوز عقدة وزارتي الدفاع والداخلية اليوم أو غد،ا فإن ما جرى من تناحر مخز؛ يبقى علامة سوداء في سجلهم المملوء بالأخطاء.

كلام قبل السلام: نهمس في أذانهم وللتذكير فقط؛ أن يمشي الماء من تحت أقدامهم وهم لا يعلمون، وأن الشعب العراقي يحفظ لهم ممارساتهم وألاعيبهم السياسية، التي آذته كثيرا بقليل من الود، وكثير من الرفض، والأنتخابات القادمة آتية لا محالة؛ وسيرون كيف سيعاقبهم شعبنا الأبي!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك