المقالات

نعم .. أنتم متهمون

1922 2018-12-13

حميد الموسوي

 

المشهد الذي عايشناه- وسئمنا تجاذباته – مع كل دورة انتخابية وتشكيل برلمان و حكومة جديدين وللمرة الرابعة على التوالي تكرر وبنفس الوتيرة المضجرة والطروحات البائسة والنتائج الفاشلة المحبطة :-

1- محاصصة وتكالب للاستحواذعلى اكبر عدد من الوزارات والهيئات والمناصب الثانوية .

2-مجلس نواب منشغل بمستحقات نوابه وامتيازاتهم ومتابعة مناكفات الكتل بشأن استحقاقاتها الانتخابية مع غياب يصل النصف لمعظم اعضائه منذ الايام الاولى لتشكيله وحتى في جلسات التصويت على اختيار الوزراء .

3-تأخر تشكيل الحكومة والنزاع على المراكز الاخطر ( وزارات الدفاع والداخلية والامن الوطني ) واستمرارعمل اكثر الهيئات والمؤسسات بالوكالة .

4-استمرار الشد والجذب في اقرار مواد ومفردات الميزانية العمومية .

5-رئيس وزراء مكبل بقيود الكتل السياسية واستحقاقاتها الانتخابية التي تحول دون تنفيذه لأبسط مفردة من برنامجه الحكومي .

6- تأجيل انتخابات مجالس المحافظات الى اجل غير مسمى بسبب عدم اقرار تعديل قانون انتخابات مجالس المحافظات وتقليص عدد اعضائه من قبل مجلس النواب المنشغل بامور ثانوية فضلا عن الاستعدادات اللوجستية المتعلقة بعمل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات .

7-مناكفات الاحزاب والكتل وتربصها ببعضها وانعدام الثقة واساليب التآمر والتشويش واشاعة الفوضى داخل البرلمان لعرقلة تشكيل الحكومة هي هي .

هذه ابرز ملامح المشهد السياسي العراقي الحالي والذي يمثل نسخة طبق الاصل للحالة الرسمية للدولة العراقية منذ 2005والى يوم الناس هذا .واذا استمرت الاوضاع المرتبكة هذه على وتيرتها فنحن مقبلون على مرحلة اسوئ من سابقاتها وبتداعيات اخطر وامر؛ ضحيتها الجماهير المرهوقة ومستقبل اجيالها القادمة ؛ بمعنى :

أ-استمرار الهدر بالمال العام كرواتب خرافية وامتيازات للمسؤولين في الرئاسات الثلاث وحماياتهم ومستشاريهم.وتخصيصات لهيئات ومؤسسات شكلية (بطالة مقنعة )

ب- تعطيل تام للمشاريع الخدمية والاستثمارية .

ج- العجز عن معالجة مشاكل السكن والصحة والتعليم .

د- عدم قيام اي نهضة صناعية اوزراعية او سياحية .

ه- تفشي البطالة وازدياد اعداد العاطلين عن العمل وما ينجم عن هذه الظاهرة من انجرار الشباب الى تعاطي المخدرات وارتكاب الجرائم والانخراط في صفوف منظمات الجريمة من الدواعش ومشتقاتهم .

و- الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل القومي واغراق البلاد في بحر من الديون .

وغير ما اوردناه من تداعيات سببتها وافرزتها سلوكيات شركاء العملية السياسية الكثير الكثير ؛ولاشك ان المسؤولين جميعا – برلمانيين وحكومة- يعون ويفقهون ما يجري اكثر مما نعرفه ونفقهه ؛ويدركون ان العراق مازال يمر بمرحلة الخطر والاستهداف من جهات دولية واقليمية تسعى لتخريبه وتقسيمه ؛وابسط دليل وشاهد عودة عصابات داعش وبشكل لافت في محافظات الموصل وكركوك وديالى وصلاح الدين ،ولذا فهم يضعون انفسهم موضع التهمة ان لم يغيروا سلوكهم في ادارة البلاد؛ ويتخلوا عن الانانية والمنافع الفئوية والشخصية والمناطقية ؛ ويتداركوا المخاطر المحدقة بالعراق وشعبه ؛ويضعوا الحلول الناجعة الفورية ؛بتعضيد رئاسة الوزراء واعانتها على تنفيذ برنامجها الحكومي . والا توجب على جميع القوى الوطنية المخلصة وقواعدها الجماهيرية والنخب الواعية النزول الى الشارع والضغط باتجاه تغيير النظام البرلماني الى نظام رئاسي لأنقاذ ما يمكن انقاذه و تجنبا لانهيار العراق وتقسيمه وتفتيته .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك