المقالات

السعودية تدفع التكاليف كاملة مع الأرباح؟!

2025 2018-12-12

قاسم العجرش    qasim_200@yahoo.com

 

في أوائل سبعينيات القرن العشرين،  أسَرَّ الملك السعودي فيصل إلى كبار، أعضاء العائلة المالكة، تخوفه من أن يكون مصير المملكة، كما انتقلت من «ركوب الجمال إلى ركوب الكاديلاك في غضون جيل واحد...أن يعود الجيل القادم إلى ركوب الجمال مرة أخرى».

اليوم تبدو تحذيرات الملك السعودي؛ أكثر حضوراً من أي وقت مضى، إذ لاشك أن البوصلة الأمريكية تجاه بلاده والمنطقة قد تغيرت، فقد تكشف للعالم أجمع، أنه يقف إزاء مشكلة كبرى، تتمثل بتراث تكفيري ترعاه مملكة آل سعود، المدججة بآلاف المليارات من الدولارات المعفرة برائحة الدم.

عالميا، و"بفضل" هذا التراث فإن الإسلام اليوم، رديف للإرهاب والموت والدمار والتخلف، وأسمك محمد أو حذيفة، أو عبد القادر، مشكلة لك في مطارات العالم، وستخضعلأسئلة وشكوك وعزل وتحقيق وتدقيق، وإذا كنت شرق أوسطيا بلحية إسلامية، ستفترسك عيون ضباط الجوازات، وكأنك قادم من مجاهل التأريخ!

إسلاميا؛ يتضح جليا أن ما يجري على أرض بلاد الإسلام من نكوص، ليس إلا تطبيق لمفردات المشروع السعودي، بهدفه النهائي؛ المتمثل بنشر العقيدة الوهابية التكفيرية، ورغم إدعاء القادة السعوديين خدمة الحرمين الشريفين، إلا أنهم باتوا عراة أمام العالم الإسلامي، فقد قدموا خدمات كبرى لأعداء الإسلام، وتحقق على يدهم، ما لم تستطع الحروب الصليبية، أو الصهيونية العالمية، تحقيقه من إنتصار كبير على الإسلام!

اللافت أن تزاوجا حصل بين هذا المشروع، والمشروع الأمريكي في الهيمنة على المنطقة، كوسيلة لتأمين وضع إسرائيل،  وباستثناء مرحلة توتر محدودة مع الادارة الاميركية بعد تفجيرات 11 ايلول، فان السعودية انخرطت وذابت في المشروع الأميركي، ووظفت لخدمة نجاحه، جميع إمكاناتها وعلاقاتها ونفوذها، على المستويين العربي والإسلامي، ومع ذلك فإن البوصلة الأمريكية لم تبق على حالها، متجهة نحو السعودية!

لماذا؟!

في العراق تحمل الشيعة وصبرهم فاق التصور، وهاهم يحتفلون بالذكرى السنوية الأولى، لطمر داعش تلك الصناعة السعوأمريكية السيئة، فيما محور إيران ـ روسياـ سورياـ حزب الله، قَلَبَ الأحتمالات رأسا على عقب في سوريا، في اليمن والبحرين؛ كان غليان المرجل أكثر من المسموح؛ فضلا عن تصاعد تأثير البراغماتيين في القرار الأمريكي.

 كل ذلك أجبر أمريكا أن تراجع حساباتها، وتعيد بناء تصوراتها من جديد، ولذلك ألغوا إتفاقهم النووي مع إيران ، ولذلك جيء بـ "ترامب" كرجل أعمال شايلوكي، يعرف جيدا أن للسياسة ثمن كبير، وها هو يتحدث عن أفق جديد للسياسة الأمريكية في المنطقة: "إذا تريدون جيوشنا وأساطيلنا لحمايتكم، فإن عليكم أن تدفعوا التكاليف كاملة مع الأرباح"!

كلام قبل السلام: "ترامب" وهو رجل أعمال ناجح، لم يحدد نسبة الأرباح، فضلا عن أنه لم يقدم فاتورة تفصيلية، لذلك سنشهد قريبا تحولا دراماتيكيا في البوصلة الأمريكية، مؤداه حلب آخر دولار في جيب السعوديين!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك