المقالات

سرقونا امس ؛ لكن لن يسرقونا غدا..!

2368 2018-12-10

قاسم العجرش qasimJ200@yahoo.com

 

لا يمكن توقع أن يقف مخلصا في الصف الفاسد، ولا يمكن لنا ان نراه إى في جمهرة الصلحاء والنزيهين..تلك هي الفطرة التي فُطرنا عليها..نعم؛ ولأيباب موضوعية وليت شكلية، يمكن أن يسكت المخلص زمنا ما، لكنه لن يسكت ردحا، فمن طبائع المخلصين أنهم يراجعون أفعالهم ومواقفهم وأقوالهم دوما، ولا بد أن تفضي تلك المراجعة الى مواقف حازمة ضد الفساد..

في الجمعة التي تلت إعلان النصر؛ قالت المرجعية الدينية في خطبة النصر، من الصحن الحسيني الشريف؛ وهي تنوه بأولويات المرحلة المقبلة، بعد الإنتصار الكبير على الدواعش الأشرار؛"إن التحرك بشكل جدي وفعال، لمواجهة الفساد والمفسدين؛ يعدّ من اولويات المرحلة المقبلة، فلا بد من مكافحة الفساد المالي والاداري بكل حزم وقوة؛ من خلال تفعيل الاطر القانونية، وبخطط عملية وواقعية، بعيداً عن الاجراءات الشكلية والاستعراضية..إن المعركة ضد الفسادـ التي تأخرت طويلاً ـ لا تقلّ ضراوة عن معركة الارهاب، إن لم تكن أشد وأقسى، والعراقيون الشرفاء الذين استبسلوا في معركة الارهاب، قادرون ـ بعون الله ـ على خوض غمار معركة الفساد؛ والانتصار فيها أيضاً، إن أحسنوا ادارتها بشكل مهني وحازم".

في معركة الشعب ضد الفساد، يتعين أن نعرف من أين نبدا، كما عرفنا من أين نبدا، ونحن نشرع بقتال داعش، عقيب سيطرته في 10/6/ 2014، على أكثر من ثلث التراب الوطني العراقي العزيز.

 ربما نكون مخطئين في فهمنا للديمقراطية، بناءا على المقايسة مع ما هو منتج ديمقراطيا عندنا الآن!..وربما هناك تعريف مخالف للمنطق لنظام الحكم الديمقراطي، لكن صناع الرأي يفهمون الديمقراطية؛ على أنها تكريس سيادة الشعب، عن طريق وسائل الانتخاب والاقتراع، وذلك للتعبير عن إرادة الشعب، واحترام مبدأ الفصل بين السلطات؛ التشريعية والقضائية والتنفيذية.

تلك القطاعات تفهم أيضا؛ أنه أذا كان النظام ديمقراطيا، فأن هذه السلطات تخضع للقانون، من أجل ضمان الحريات الفردية، وأن يتم الحد من الامتيازات الخاصة، للسلطات المكلفة بإدارة الدولة، لكي تكون هذه المؤسسات؛ معبرة عن إرادة الشعب بأكمله.

هذا هو فهم للديمقراطية بأبسط صورها..لكن ما يسمى بالنظام الديمقراطي عندنا، ناقض ونقض هذا الفهم وهدم أسسه، لأن السلطات الثلاث المكلفة بإدارة الدولة مجتمعة، وفقا للعقد بينها وبين الشعب، الذي تم بواسطة الانتخابات، استحوذت بشكل علني فج على الامتيازات، كما استحوذت على المال العام، بطريقة مشرعة من قبلهم، أي بسنهم قوانين تدعم سيطرتهم؛ على الامتيازات والمال العام.

هذا التصرف لا يخالف جوهر الديمقراطية فحسب، لكنه يشكل لصوصية معلنة، مدعمة بقوانين سنوها بأنفسهم لأنفسهم، تفتح الأبواب على مصاريعها، لاحتجاجات وارتجاجات في وضعنا الهش أساسا.

هذا لا يمثل رأيا شخصيا لفرد أو مجموعة صغيرة، بل هوحصيلة آراء الملايين، الذين ينظرون بألم بالغ، إلى ما بات في يد الساسة من أموال عامة وامتيازات.

إن حساسية ما فعلته الطبقة السياسية، بمنحها نفسها امتيازات تفوق استحقاقها، وثلمها من جرف حقوق الشعب  لحساب جرفها، يعني قصر نظر عواقبه وخيمة، وأول من سيتأثر بهذه العواقب؛ هم الطبقة السياسية ذاتها، وسيرون ذلك في قابل الأيام.

كلام قبل السلام: من هذه النقطة بالذات تبدأ معركتنا مع الفساد..

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك