المقالات

نحو مراجعة شاملة ومستمرة لما بنيناه..!

2051 2018-12-08

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

 

دعونا نحترم عقولنا ولا نستخف بها، ودعونا أيضا أن نترك جانبا سماجات الساسة، وأحاديثهم الممجوجة عن المؤامرة، ومخططات زعزعة الوحدة الوطنية، وضرب التماسك المجتمعي، ومحاولات إسقاط العملية السياسية، ووأد تجربتنا الديمقراطية، إذ أن كل هذه الأحاديث تعد أحاديثا فارغة، بل هراءا إزاء ما نفقده من خسائر وتضحيات جسيمة، بل يمكن القول أن هكذا أحاديث وأطروحات، تمثل إستخفافا ممنهجا بدماء العراقيين، لا يخدم إلا القتلة..

تضبيب الجو العام بهذه الأحاديث، يعني فيما يعني، أن ثمة إرادة تستهين بما يحدث، وتصور أن المقصود هو النظام القائم وليس الشعب، وواقع الحال غير هذا قطعا.

في الواقع فإن الثمن الذي دفعناه لتغيير نظام الدولة السابقة، لم نقبض قبالته سلعة جيدة وجديدة، بل كنا مدفوعين بنشوة التغيير فإشترينا نفس البضاعة البائرة، وهي بضاعة لم تنتج فيما مضى إلا دولة فاشلة، وستنتج دولة أكثر فشلا، إن لم نلحق أنفسنا ونسعى الى إستبدالها..!

مستوى ما نتعرض له من مخاطر في كل لحظة، أمنيا وإقتصاديا؛ بعد عن أذهان الساسة، الذين أبقوا أنفسهم بمنأى عن تلك المخاطر، بعدما حصنوا أنفسهم بدروع بشرية، هم المساكين من أبنائنا، الذين أرتضوا أن يكونوا حماة لهم، وبعدما أمنوا مستقبلهم ومستقبل أسرهم الأقتصادي، بإمتيازات ومنافع لا تخطر على بالنا نحن الفقراء..!

يعني ذلك واحد من إحتمالين لا ثالث لهما، أما أن الإرهاب في الحالة الأمنية، والفساد في الحالة الأقتصادية، لا يستهدف إلا الشعب بما هو شعب، وبما هو يعتنق من قيم ومباديء وعقيدة، أو أن الساسة شركاء أو مستفيدين من تردي الأوضاع الأمنية والأقتصادية، ، وأن ذلك يصب في مصلحتهم وإنعاش وجودهم، الذي بات فاقدا لمبررات تصدر المشهد السياسي لأكثرهم منذ أمد طويل..

أننا نمر اليوم بمرحلة تشكل جديدة، ليس من المتوقع في نهايتها، أن تكون دولتنا هي تلك التي يتصورها الكثيرين، فمعالجة المشاكل الموروثة بحكمة، تقتضي صبرا وقبولا بتضحيات وآلام شديدة، إذا أردنا التأسيس لدولة صالحة للبقاء، وإذا كنا نريد أن نؤسس لما يستمر، علينا إعادة النظر باستمرار بما بنيناه، وأول ما يتعين مراجعته هو مخرجات العملية السياسية.

الحقيقة الساطعة؛ هي أن شعبنا شخص المشكلة، وحدد مسبباتها، وليس من العسير عليه أن يعيد الأمور الى نصابها، ويضرب ضربته القاصمة، ويتخلص بآن واحد من الأرهاب وأدواته، ومن الساسة العقيمين وما يأفكون، شعبنا ليس أجساد خاوية، تركض وراء خبزها كما يعبرون، بل هو شعب حي خلاق منجب، منتج للأذكياء والمخلصين والأقوياء أيضا.

كلام قبل السلام: بناء الدولة الجديدة، مازال يصطدم ببقايا فلسفة الدولة السابقة، التي مازالت تلقى رواجا بيننا ليس لصلاحها، بل لأن البديل غير واضح المعالم..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك